تعرف ولاية ورڤلة حركة نشيطة في مجال تربية المائيات، حيث تتوفر الولاية على عديد المشاريع الاستثمارية الضخمة في هذا المجال والتي من شأنها دفع هذا النوع من الاستثمارات بالجزائر، سيما وأن الولاية تتوفر على أكبر مشروع وطني في هذا الإطار، حيث صنّفت من طرف الوزارة الوصية كمنطقة نموذجية بخصوص الاستثمار في مجال تربية المائيات، سيما بعدما أثبتت الدراسات التقنية أنها تحوز على 17 موقعا مؤهلا لتربية الأسماك في المياه العذبة، وبغض النظر عن المشاريع المدعّمة من طرف الدولة والمنجزة من طرف الخواص، فإن ولاية ورڤلة ستستفيد مستقبلا من مشاريع لاستغلال سمك "الأرتيميا" وتوسيع نشاط تربية الأسماك في المياه العذبة وذلك في إطار التعاون المتعدد الأطراف، الذي يربط الجزائر مع منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو". علما أن تصنيف ولاية ورڤلة كقطب نموذجي لتربية المائيات لم يأت بمحض الصدفة ولكن أتى انطلاقا من مبررات واقعية أملتها المشاريع الضخمة وكذا الاستثمارات الهائلة بالولاية.وفي هذا الإطار يوجد بالولاية مركب مولاي محمد لتربية المائيات بمنطقة حاسي بن عبد الله، حيث يشتمل هذا المركب على مفرخة لتربية المائيات في ظروف معيشية وصحيّة جدّ ملائمة، متبعين أحسن الطرق العلمية في هذا المجال وتحت تصرف مجموعة من الباحثين والعمال والمهندسين المتخصصين في هذا المجال.ويحتوي المركب على وحدة للتسمين وأخرى لتحويل الأسماك من النوع البلطي النيلي، كما تدعّم في الأيام القليلة الماضية بوحدة جديدة لإنتاج وصناعة الأغذية الخاصة بالأسماك، حيث كلف هذا المشروع الضخم ما يقارب ال62 مليار سنتيم منها 48 مليار سنتيم دعم من طرف الدولة، وقد بدأ في الإنتاج في ماي 2002 ويسوق منتجاته في محله الخاص بمدينة ورڤلة. كما اطلع رئيس الجمهورية على هذا المشروع الاستثماري حيث يعدّ الأول في إفريقيا بالمناطق التي لاتتوفر على مسطحات مائية كبرى كالبحار والمحيطات والأنهار وتم تدشينه في سبتمبر 2005 حيث اطلع عن كثب على العمليات التي تجري بمختلف فروع المشروع، وثمّن الرئيس المشروع ودعا إلى زيادة فرص الاستثمار في هذا المجال، مؤكدا على توجه الدولة الحثيث في دعم مثل هذه المبادرات المثمرة والبناءة.علما أنه ينشط في مدينة ورڤلة العديد من الفلاحين الذين يطرقون تربية المائيات والأسماك في الأحواض، منهم عبد القادر زيتوني بمنطقة عين موسى بسيدي خويلد، حيث أثبتت الدراسات المقامة على مستوى هذا الحوض إلى إمكانية توسيع هذه التجارب وأن العديد من الأسماك أثبتت التجارب المقامة عليها من إمكانية عيشها وتكاثرها بهذه الأحواض، وكذا إمكانية أن يكون هؤلاء الفلاحون المربون للمائيات مستقبلا قاعدة خلفية لتدعيم مركب السيد مولاي بالأسماك. وفي هذا الإطار حلّ أمس بمدينة ورڤلة وفد رفيع المستوى من المنظمة العالمية للزراعة والتغذية "الفاو" للأشراف على تكوين 20 مستثمرا في تربية المائيات، إذ وبعد عديد اللقاءات الجهوية والوطنية وبعد لمس هذا اللانخراط التام للفلاحين ووجود قابلية من طرف هؤلاء المستثمرين، تقرر إقامة هذه الأيام التكوينية تحت إشراف "الفاو" كما قام قبل 3 أسابيع وفد من رجال الأعمال الكوريين بتجربة ومعاينة ميدانية قادتهم إلى دائرة لمقارين (10 كلم شمال تڤرت) وتهدف هذه الزيارة إلى اكتشاف فرص الاستثمار بالمدينة في مجال تربية سمك "الجمبري" الذي يتخصص في تربيته الكوريون الجنوبيون. كما تم الأسبوع الماضي استزراع 300 إصبعية في أحواض بعض الفلاحين من أسماك "البلطي"، "النيلي"، "البوري" و"الحنقليس" كما أن ولاية ورڤلة صنفت في إطار المخطط الوطني التوجيهي للصيد البحري والموارد الصيدية كقطب نموذجي رائد وبخاصة بعدما أثبتت دراسة أعدتها الوزارة الوصية لذات القطاع عن صلاحية 17 موقعا لهذا النوع من الاستثمارات.للتذكير فإن الاستثمارات في مجال تربية المائيات قد عرفت انتعاشا وحركية كبيرة في السنوات القليلة الماضية، بعد نجاح العديد من المشاريع في هذا الإطار وكذا تطبيقا لتعليمات برنامج رئيس الجمهورية الرامية إلى تشجيع هذا القطاع، سيما بالمناطق الجنوبية الصحراوية من الوطن، حيث من المنتظر تدشين العديد من المشاريع بمختلف ربوع الوطن، سيما افتتاح حوضين ل"تفقيس" بيض السمك قبل نهاية العام الجاري، ويتعلق الأمر بتدشين تجربتين نموذجيتين متخصصتين في تفقيس بيض السمك وإنتاج فراخ السمك بولايتي سطيف وسيدي بلعباس، بما يعزّز توجّه البلاد في مجال تربية المائيات وتطوير عدة أصناف من أسماك المياه العذبة.ضمن استراتيجية تراهن عليها الدولة