شرع أمس وفد من الخبراء بمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة في زيارة استطلاعية إلى ولاية ورقلة، كما أفاد بذلك المدير الولائى للصيد البحري وتربية المائيات السيد محمد بن قرينة. وتندرج هذه الزيارة حسب ذات المصدر والتي تتواصل لعدة أيام في إطار التحضير لتجسيد مشروع التعاون التقني بخصوص تدعيم تربية المائيات في المناطق الصحراوية وتثمين الأحواض المالحة حيث يقوم الوفد الذي يتكون من خبيرين بالاطلاع على التقدم الذي حققته ولاية ورقلة في مجال تربية المائيات من خلال زيارة بعض المشاريع الاستثمارية الناجحة بالجهة. كما ينتظر أن يبحث وفد الفاو وفق نفس المسؤول فرص وإمكانية إنجاز مشاريع خاصة بإنتاج غذاء الأسماك بالجهة حيث سيطلع بهذا الخصوص على النشاط الإنتاجي لبعض الوحدات الصناعية المنتجة للدقيق بمنطقتي ورقلة وتقرت. ويتضمن برنامج نشاط هذا الوفد أيضا إجراء عدة لقاءات مع الفلاحين المهتمين بتربية المائيات بمزارعهم، سيما على مستوى منطقة حاسي بن عبد الله التي تحتضن العديد من التجارب الناجحة في هذا المجال حيث ستقدم للفلاحين المعنيين إرشادات حول طرق تطوير نشاط تربية المائيات. ومن المنتظر، كما أوضح المدير الولائي للصيد البحري وتربية المائيات بورقلة، الاتفاق على تكوين منظمة الأغذية والزراعة عددا من المستشارين في مجال تربية المائيات والذين سيكون لهم مستقبلا تعاونا تقنيا وتشاوريا واسعا مع هذه المنظمة الدولية بخصوص تنمية وتطوير تربية المائيات. للتذكير، فقد كانت ولاية ورقلة في الآونة الأخيرة وجهة لوفد خبراء من كوريا الجنوبية الذي توصل إلى اختيار الأرضية التي سينجز بها مشروع مركب لتربية سمك الجمبري في المياه العذبة بالميقارين الواقعة على مسافة ما يقرب من 200 كلم عن عاصمة الولاية (منطقة وادي ريغ) وهو المشروع الاستثماري الهام الذي يندرج في إطار التعاون بين الجزائر وكوريا الجنوبية ومن المتوقع أن تنطلق أشغال إنجازه خلال السنة القادمة. وتعد ولاية ورقلة من بين الولايات الرائدة في مجال تربية المائيات حيث تحتضن عدة مشاريع استثمارية ناجحة في هذا المجال ومن بينها عدة مزارع لتربية المائيات. كما يتواجد بها مركب تربية وإنتاج سمك البلطي النيلي التابع لأحد الخواص المتواجد بمنطقة حاسي بن عبد الله والذي يعتبر من أكبر المشاريع الاستثمارية النموذجية الناجحة على المستوى الوطني وتصل طاقة إنتاجه إلى نحو 1000 طن من هذا النوع من الأسماك التي تربى في المياه العذبة.