الجانية تقيم في حي «ڤاريدي» وكانت تبتسم خلال التحقيق واعترفت بجريمتها بكل برودة أعصاب تمكنت مصالح الأمن من فك خيوط الجريمة الشنعاء التي راحت ضحيتها امرأة في الأربعين من العمر وابنتيها ذواتي السنتين وأربع سنوات ذبحا باستعمال سلاح أبيض، والتي اهتز لها حي تيليملي بأعالي العاصمة، ويتعلق الأمر بخطيبة زوج الضحية الذي كان متواجدا بالبقاع المقدسة لأداء مناسك الحج، حيث تم توقيف المتهمة التي تنحدر من حي «ڤاريدي» بالقبة، وتقديمها اليوم أمام وكيل الجمهورية لمحكمة سيدي أمحمد، لمحاكمتها بتهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد .كشفت مصادر موثوقة ل«النهار» أن الضبطية القضائية لأمن ولاية الجزائر تمكنت، في ظرف وجيز، من التعرف على قاتلة المرأة وابنتها ذات الأربع سنوات ذبحا بأعالي العاصمة، فيما لفظت الطفلة الثانية التي لا يتجاوز سنها العامين أنفاسها بعدما كانت في حالة خطيرة، بعد تعرضها لعدة ضربات باستعمال سلاح أبيض على مستوى الرأس بمستشفى مصطفى باشا، متأثرة بجروحها البليغة، بعد العثور عليهن وسط بركة من الدماء. وأشارت مراجع «النهار» إلى أن تفاصيل الجريمة تعود إلى تعرف رب العائلة الذي يشتغل تاجرا على المتهمة التي لا تتجاوز 30 سنة، وهي مطلقة من دون أطفال، كما أن والد المتهمة يشتغل إطارا ساميا بالجمارك على مستوى مطار هواري بومدين الدولي، وبعد فترة توطدت العلاقة بين الطرفين، وتقدم زوج الضحية من عائلتها لخطبتها رسميا. وقد تسبب ذلك في نشوب مشاكل عائلية مع زوجته الأولى وأم أطفاله الثلاثة، خاصة أنه أبلغها برغبته في الزواج للمرة الثانية بغرض المصلحة، وذلك لتسهيل تنقلاته خارج الوطن، حيث كان الزوج يمتلك «فيلا» بحي بلكور الشعبي، لكنه قام ببيع منزله واقتنى شقة منذ قرابة أربعة أشهر في حي تيليملي بأعالي العاصمة. وكشفت تحقيقات الشرطة القضائية لأمن ولاية العاصمة، أن المتهمة استغلت غياب خطيبها وسفره للبقاع المقدسة لتأدية مناسك الحج لتنفيذ جريمتها الشنعاء، خاصة أنها كانت ترتاد يوميا على شقة الضحية لتهديدها بأنها ستقوم فور عودة زوجها من أداء مناسك الحج برميها خارج المنزل، والاستيلاء على أموال زوجها، لكن الضحية لم تعرها اهتماما، وفي يوم وقوع الجريمة توجهت المتهمة إلى منزل الضحية بعد تأكدها بأن والد زوج الضحية لم يكن متواجدا بالمنزل، وأنه توجه إلى المدرسة لإحضار حفيده الذي نجا بأعجوبة من الذبح على يد زوجة أبيه المستقبلية، حيث قامت بذبح زوجة خطيبها لتواصل جريمتها ضد الفتاتين وتوجه لهما طعنات باستعمال سلاح أبيض. من جهة أخرى، ذكرت مصادر»النهار» أن المتهمة التي تنحدر من حي «ڤاريدي» بالقبة، وخلال سماعها من قبل الضبطية القضائية، اعترفت بجريمتها التي ارتكبتها انتقاما من زوجها، بعد رفضه تطليق زوجته الأولى وأم أطفاله، وقد بدا جليا مظاهر برودة الأعصاب أثناء التحقيق، حتى أنها كانت تضحك وتبتسم وكأن شيئا لم يكن، حيث تم عرضها في ساعة متأخرة من مساء أول أمس على أخصائيين بمصلحة الأمراض العقلية بمستشفى مصطفى باشا، الذين أثبتوا صحتها العقلية، حيث سيتم تقديم المتهمة، اليوم، أمام وكيل الجمهورية لمحكمة سيدي أمحمد، لمحاكمتها بتهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد.