أكّدت الدكتورة سهيلة زميرلي، الأخصائية في علم النفس، أن الأسرة تعتبر المؤثر الأوّل في حياة الطفل، فمنها يتعلم اللغة، وعندما يصبح الطفل في المراحل الأولى من الاعتماد على الذات، يبدأ باكتساب عادات سلوكية جديدة، قد تكون دخيلة على الأسرة، ويبدأ بتقليد الألفاظ والكلمات التي يرددها الآخرون بشكل أعمى، حتى دون وعي بمعانيها، وتشكل الألفاظ النابية أحد مكتسبات الطفل من بيئته المحيطة، لكنها من الأمور السلبية المؤرّقة للأسرة، موضحة أن القدوة السيئة والمخالطة الفاسدة في الشارع أوالمدرسة، ووسائل الإعلام تعد أهم مصادر اكتساب الطفل لهذه الألفاظ. وترى زميرلي أن معرفة الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك يمثل نصف العلاج وعلى الوالدين أن يكونا قدوة حسنة، كونهما المؤثر الأول في الطفل، وفي نفس الوقت لا بد من مخاطبة الطفل بالكلام الطيّب كبديل عن هذه الألفاظ، وتحذيره من الكلام السيّئ حتى يتركه. أما إذا كانت الكلمات البذيئة قد تأصَّلت عند الطفل فيُستخدم معه أساليب الثواب والعقاب، كما تؤكد الدكتورة أن المعاملة الحسنة تبقى الأساس في وقاية الطفل من هذه الظاهرة واستعمال اللغة ذات الأثر الطيب في نفسه، مثل كلمات "شكرًا" و"من فضلك" و"لوسمحت" و"أتسمح" و"أعتذر" وضرورة التأكد أن اللفظ الذي يستخدمه فعلاً غير لائق لكي يتم توجيهه لعدم استخدامه، وليس مجرد طريقة التلفظ هي المرفوضة، علماً أن هناك الكثير من الأطفال الذين يتفوهون بكلمات لا يعرفون أنها بذيئة، مع مراقبة اللغة المتداولة في محيطه الاجتماعي والتعرف على مصدرها وعزله عن مستخدميها، الأمر الذي يحتم تفهم احتياجات الطفل وخلق الثقة والصراحة بينه وبين والديه كأسلوب تنشئة سليم يجنبه الوقوع بهذه الألفاظ.أسماء منور