لأوّل مرة تنجح أجهزة الأمن في شل "الخلايا الانتحارية" ضمن "القاعدة" * تمكّنت أجهزة الأمن، الأسبوع الماضي، من إحباط أربعة عشرة اعتداءً إرهابيا وشيك، بعضها في شكل عمليات انتحارية كان مقرّرا لها أن تنفّذ في وقت متزامن ضد أهداف رسمية ومراكز أمنية بالعاصمة، بومرداس وتيزي وزو. وقد تولى العضو القيادي السابق في تنظيم "الجماعة الإسلامية المسلحة" حذيفة الجند، الذي يشغل حاليا أمير منطقة الوسط في تنظيم "القاعدة" التحضير والتخطيط لها * وعلمت "النهار" من مراجع على صلة بالملف أن مصالح الأمن تمكّنت، خلال الأسبوع الماضي، خلال عمليات استخباراتية ناجحة من تفكيك عدة خلايا وتوقيف 17 عنصرا على صلة مباشرة بسلسلة عمليات إرهابية وشيكة كان يجري التحضير لتنفيذها يوم الخميس الماضي المتزامنة لذكرى العمليات الانتحارية الدامية التي هزّت الجزائر العاصمة في 11 ديسمبر 2007 * كما أوضحت مصادرنا أن معلومات استخباراتية وفّرها ثلاثة عناصر من تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" كانوا على اتصال مع أجهزة الأمن سهلت مهمة الأجهزة المكلفة بمكافحة الإرهاب، قبل أيام، من توقيف عناصر من شبكة الدعم قبل الوصول إلى بعض العناصر الذين كانوا يعتزمون تنفيذ هذه العمليات الدامية، خاصة في الجزائر العاصمة. وإن كانت المصالح المكلفة بمكافحة الإرهاب تتحفظ حاليا في الكشف عن هوية "التائبين" الذين وفّروا هذه المعلومات التي أحبطت أخطر الاعتداءات التي كانت ستستهدف الجزائر العاصمة وبعض الولايات القريبة مثل بومرداس وتيزي وزو فإن مراجع "النهار" تشير إلى أن السبب الأساسي هو أن هؤلاء "التائبين" لا يزالون في الجبال ويجدون صعوبة كبيرة في تسليم أنفسم للسلطات الأمنية بسبب المراقبة التي فُرضت على عناصر التنظيم المسلّح، خاصة ضمن "كتيبة النور" و"كتيبة الأنصار" * ولحدّ الساعة، لا تزال التحريات مستمرة مع 17 عنصرا موقوفا خلال سلسلة العمليات الأمنية الأخيرة، وقد أفضت التحقيقات معهم إلى تأكيد معلومات سابقة بحوزة مصالح الأمن حول خلافات بين قيادات التنظيم المسلح حول عدم تطبيق ميثاق تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" والمنهج الشرعي المعتمد بعد تغيير هذا التنظيم المسلح تسميته إلى تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" * وكان تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي" قد راهن على أن تكون ذكرى اعتداءات 11 ديسمبر مناسبة لتسجيل حضوره بقوّة بعد أن فشلت كل محاولاته لإختراق الحاجز الأمني الذي يطوق الجزائر العاصمة منذ استهداف مبنى كل من المجلس الدستوري ومقر هيئة الأممالمتحدةبالجزائر، الذي خلف حصيلة ثقيلة من القتلى والجرحى في أوساط المدنيين الجزائريين وحتى الأجانب * وهي المرّة الأولى التي تنجح فيها أجهزة الأمن من شلّ نشاط "الخلايا الانتحارية" ضمن تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" لفترة سنة كاملة، سيما ما تعلق بالتهديدات التي كانت تستهدف عدد من المباني والمنشآت بالجزائر العاصمة وأيضا وضع حد لمخططات خطف بعض الشخصيات الوطنية المعروفة ومحاولة مقايضة السلطات بهم *