قامت مصالح مكافحة الإرهاب، التابعة لقوات الجيش باستئناف مسار العمليات العسكرية النوعية منذ بداية السنة الجارية، حيث تمكنت ميدانيا من القضاء على أكثر من 23 إرهابيا من بينهم أمراء سرايا وكتائب يشكلون نواة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ويعدون من أقدم نشطاء تنظيم درودكال، كانوا وراء التخطيط وتنفيذ أبرز العمليات الإرهابية، منها العمليات الإنتحارية، إضافة إلى تفكيك عديد من شبكات الدعم والإسناد قد تكون أبرزها الخلية الإنتحارية المسؤولة عن اعتداءي 11 ديسمبر الماضي. استأنفت أجهزة مكافحة الإرهاب، مطلع العام الجاري، مسار العمليات العسكرية النوعية، وانتقلت، برأي متتبعين للشأن الأمني، من "الإحتياط للعمليات الإنتحارية والتحرك في هذا الإتجاه، إلى الهجوم لإصطياد أمراء التنظيم الإرهابي المدبرين لهذه العمليات"، حيث كانت هذه المصالح انطلقت في هذه العمليات بعد العمليات الإنتحارية التي شهدتها العاصمة في 11 أفريل 2007 وأسفرت عن القضاء ما يوصف ب"المادة الرمادية" في الجماعة السلفية قد يكون أبرزهم زهير حراك ( سفيان فصيلة) أمير المنطقة الثانية ومسؤول خلية الإنتحاريين، إضافة إلى عبد الحميد سعداوي (يحيى أبو الهيثم) مسؤول المالية ومنسق العلاقات الخارجية، إضافة إلى 6 أمراء آخرين.ويرى مراقبون للوضع الأمني، أن قيادة درودكال، سعت لتنفيذ إعتداءي 11 ديسمبر اللذين استهدفا مقر المفوضية الأممية بحيدرة ومقر المجلس الدستوري ببن عكنون "لكبح وإرباك مصالح الأمن بعد سلسلة من هذه العمليات العسكرية الناحجة"، خاصة وأنه تم إعادة بعث هذا المخطط الإجرامي "للإنتقام لمقتل سعداوي وسفيان فصيلة"، حسب ما ورد في بيان تبني العمليتين، وشكل الاعتداءان نوعا من التراجع في مسار العمليات العسكرية بعد أن انشغلت مصالح الأمن بالعمل، خاصة على إحباط اعتداءات إرهابية محتملة قبل أن تستأنف بداية العام الجاري مسار العمليات النوعية، ما يتجلى ميدانيا من خلال الحصيلة المتوفرة لدى "الشروق اليومي"، حول أهم عمليات مكافحة الإرهاب خلال شهري جانفي وفيفري أبرزها القضاء على عبد الرحمن بوزقزة المدعو عبد الرحمن التلالي أمير كتيبة "الفاروق"، التي تعتبر أهم كتيبة تابعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال، تنشط بالمنطقة الثانية، وكانت قيادة التنظيم قامت بعملية انتحارية استهدفت مقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بالثنية بولاية بومرداس يوما واحدا فقط بعد مقتله الذي يعد "خسارة" للتنظيم، كونه منسق العمليات الإنتحارية، إضافة إلى قدور رمان أمير سرية الأرقم وتنسب له تفجيرات شعبة العامر، بني عمران، عمال، الثنية وكان قد التحق بالنشاط المسلح عام 1996، وبعدها خليفته عمران حلوان المكنى حنظلة، عمر سفيان أمير سرية تيجلابين، كما تم القضاء على شايبي الخميسي المكنى "العتروس" أمير تبسة، والمدعو عبدي عبدي المكنى "حمزة" أمير سرية الرغاية والمسؤول عن تفجيرات الرغاية ودرڤانة شرق العاصمة، إضافة إلى حوالي 28 إرهابيا ببومرداس، تيزي وزو، تبسة، ورڤلة، الوادي، تيبازة من بينهم أجانب تونسي، مغربي ولبناني ومن بين هؤلاء 8 أمراء سرايا وكتيبة تنشط تحت لواء ما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".وفي إطار حملتها ضد الخلايا النائمة التي تشكل العمود الفقري لتنظيم درودكال، تمكنت أجهزة مكافحة الإرهاب من تفكيك شبكة دعم الخلية الإنتحارية لإعتداءي 11 ديسمبر، وأعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي "اعتقال المسؤولين عن الاعتداءات الدامية ضد مبنى هيئة الأممالمتحدة في حيدرة ومبنى المجلس الدستوري ببن عكنون في العاصمة في 11 ديسمبر الماضي، وأيضاً الاعتداء الذي استهدف الشركة المختلطة الجزائرية - الأمريكية (بي. آر. سي.) في منطقة بوشاوي ومكن تفكيك هذه الشبكة من تحديد هوية مدبري التفجيرات الإنتحارية.ولتدارك هذه الخسائر وفك الطوق المشدد على نشطائها في عمليات التمشيط، قامت قيادة درودكال باعتداءات إرهابية أبرزها اغتيال 7 من عناصر الحدود ينتمون للمجموعة الخامسة بولاية الوادي في كمين إرهابي، وكانت هذه العملية الأولى من نوعها في المنطقة بعد الإعتداء على ثكنة قمار من طرف "الجيا" مؤشرا على محاولة التنظيم الإرهابي تحويل المنطقة إلى قاعدة خلفية، إضافة إلى تنفيذ اعتداءات ضد مفرزة بتابلاط بولاية المدية ومحاولة التسلل إلى مداشر بولاية تيبازة ويندرج ذلك أيضا، برأي متتبعين للشأن الأمني، في محاولة هذا التنظيم الزحف إلى منطقة المتيجة واسترجاع معاقل "الجيا" لتخفيف الضغط عن أتباعهم في المعاقل الرئيسية بولايتي بومرداس وتيزي وزو.