خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش للعراق، ليلقي آخر نظرة على الوضع الذي آل إليه المجتمع العراقي الذي صنعه الطاغية بوش طوال فترة احتلاله لبلاد الرافدين، وكذا توديع الجيش والقوات المسلحة الأمريكية التي وضعها بالعراق مند أربع سنوات . * * تمثلت في مدة الاحتلال والسيطرة الأمريكية له، وكان بوش قد وصل إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة مفاجئة لم يتم الإعلان عنها من قبل وسط إجراءات أمنية مشددة، أين حطت طائرة بوش في مطار بغداد الدولي بعد الظهر مساء، أول أمس، حسب التوقيت المحلي للعراق، بعد رحلة استغرقت 11 ساعة من واشنطن إلى بغداد * ولدى وصوله، أجرى بوش محادثات مع طالباني تتعلق بمستقبل الوجود العسكري الأمريكي هناك، كما تم الاتفاق الأمني بين البلدين مع رئيس الوزراء نوري المالكي خلال المؤتمر، بالإضافة إلى مباحثات تتعلق بكيفية انسحاب القوات الأمريكية من العراق خلال * السنوات الثلاث القادمة. * وتعد هذه الزيارة الرابعة التي يقوم بها الرئيس بوش إلى العراق والأخيرة قبل أن يقوم بتسليم الرئاسة إلى الرئيس المنتخب باراك أوباما في العشرين من الشهر القادم، والتي لم تكن سارة بالنسبة لبوش، ذلك بعد أن تعرض لاعتداء من قبل الصحفي العراقي البطل منتظر الزيدي، الذي قام بإلقاء زوج حذائه على الرئيس السابق لأمريكا خلال المؤتمر الصحفي الذي تم مع رئيس الوزراء نوري المالكي، خلال مصافحة هذا الأخير له. * حيث صرخ الصحفي شاتما الرئيس الأمريكي بالعربية: "هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي أيها الكلب" ورماه بالحذاء الأول، وعندما لم يصبه لأن بوش خفض رأسه، بادره الزيدي بالحذاء الثاني وصرخ : "وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين قتلتهم في العراق"، وهنا حاول المالكي صد الحذاء بيده لكنه لم يتمكن، أما بوش فقد علق على الحادثة ضاحكا: "كل ما أستطيع قوله أن (الحذاءان) كانا مقاس عشرة".وأضاف أن "التواجد وسط تجمع سياسي حيث تجد الناس فيه يصرخون بوجهك، إنها وسيلة يمارسها الناس لجلب الانتباه، والشهرة عبر محاولة إدخال نفسه إلى التاريخ"، مضيفا في ذات الصدد ،"لا أعرف مشكلة الرجل، لكنني لم أشعر ولو قليلا بأي تهديد".ومن جهته، شعر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالإحراج والغضب الشديد من تصرف منتظر الزيدي، ولم يجد ما يبرر به تصرف الصحفي سوى الصمت التام والمطالبة بإطفاء الكاميرات، والتي رفض أصحابها ذلك الأمر، مواصلين البث المباشر للحدث التاريخي الذي يختتم به المناسبات الثلاث، بداية بنهاية عهدة الطاغية بوش ودخول منتظر للتاريخ من بابه الواسع، عبر إعادة الكرامة للعراق وشعبها، وأخيرا احتلال هذا التصرف الباسل من الزيدي للقطة عام 2008.ومن ثم، قام رجال الأمن العراقيون ورجال الأمن الخاص بحماية بوش بالإنهيال ضربا على منتظر، واقتادوه إلى خارج القاعة، بعدما قام الصحفي الذي كان بجانبه بإلقائه أرضا، بعد أن رمى زوجا حذائه في وجه بوش خوفا على سلامة الطاغية بوش، كما قام بعض من زملائه الصحفيين بالإعتذار من الرئيس السابق لأمريكا من تصرف زميلهم ، معتبرين تصرفه تصرفا غير لائقا، معتذرين لبوش نيابة عن الشعب العراقي، وقال الصحفيون الذين تواجدوا بالقاعة، أنهم لاحظوا وجود آثار دماء في المكان اقتيد منه الزيدي من قبل رجال الأمن. * في الوقت الذي تمت فيه الحادثة شنت بعض القنوات العربية حملة لمساندة الصحفي البطل منتظر الزيدي، ومن جهتها، بثت القناة التي يعمل بها الزيدي " البغدادية" بيانا طالبت فيه الحكومة العراقية الحفاظ على حياة مراسلها، ودعت الصحفيين في أنحاء العالم إلى "التعبير عن تضامنهم من أجل الإفراج عن الزيدي". وقد طالبت قناة "البغدادية" التي تبث من مصر السلطات العراقية بإطلاق سراح مراسلها منتظر الزيدي، كما أعرب مسؤولو القناة على نيتهم بتحمل كافة المصاريف المتعلقة بالقضية مهما كانت قيمتها للمحامي الذي سيتولى الدفاع عن الزيدي ويضمن براءته. وأضاف ذات البيان، أن أي إجراء يتخذ ضد منتظر يعتبر تذكيرا "بالتصرفات التي شهدها العصر الدكتاتوري من أعمال عنف، إعتقال عشوائي ومقابر جماعية ومصادرة للحريات الخاصة والعامة".