غيب الموت الممثل الفلسطيني محمود سعيد في الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على عام 2014، ليستحق هذا العام وعن جدارة لقب عام الحزن الذي رافق الجمهور العربي المفجوع بوفاة فنانيه. اشتهر محمود سعيد بملامحه البدوية وصوته الجمهوري، كما عُرف عنه أداءه المتقن في المسلسلات والأعمال الإذاعية حيث اللغة العربية الفصحى، وحقق شهرة واسعة في ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي، بعد مشاركته في المسلسل البدوي الأول "فارس ونجود" أمام الفنانة اللبنانية سميرة توفيق، وكذلك تجسيده شخصية الصحابي خالد بن الوليد في فيلم "الرسالة" للمخرج السوري الشهير مصطفى العقاد.البداية الفنية ل "صقر الشاشة العربية كما يوصف محمود سعيد كانت في عام 1959 حين شارك في مسابقة أجرتها الإذاعة اللبنانية، ليحظى الشاب الموهوب في حينه باهتمام القائمين على الإذاعة، فعُرض عليه الالتحاق بها كممثل.وقد ساعده للانطلاق في هذا المجال فنانون ابتدعوا الفن الإذاعي في العالم العربي، منهم عبد المجيد أبو لبن وصبحي أبو لغد وغانم الدجاني وكامل قسطندي وصبري الشريف.أما في التلفزيون فكانت انطلاقة محمود سعيد في عام 1961 من جملة واحدة عرف الجمهور بها الفنان الصاعد المشارك في برنامج "من وحي البادية" حيث قال.. "إنما تريدون النوم غيركم يريد ينام"، لتصبح هذه الجملة تذكرة سفر حملته إلى قلوب المشاهدين بعد أن تملك قلوب المستمعين.توالت الأدوار التلفزيونية على محمود سعيد إلى أن شارك في أول مسلسل باللغة العربية الفصحى وهو "سر الغريب" في عام 1967 من إخراج أنطوان ريمي، كما كان للفنان الفلسطيني حضور سينمائي في حيته إذ شارك في فيلم "عنتر يغزو الصحراء"، و"صقر العرب" و"أسير المحراب".دفعت النجاحات التي حققها محمود سعيد إدارة تلفزيون "لبنان" إلى عرض عقد احتكار لصالح المحطة، يتكفل فيها التلفزيون بتوفير 3 مسلسلات في العام الواحد. في عام 1970 وصلت شهرة محمود سعيد إلى المغرب العربي، في وقت لم تكن فيه فضائيات، وذلك بعد عرض مسلسل "التائه" باللغة العربية الفصحى، الذي لاقى نجاحا جماهيريا واسعا.شارك محمود سعيد في العديد من الأعمال الفنية عن بلده الأصل، منها المسلسل التاريخي "وتعود القدس" وفيلم "فداك يا فلسطين"، وسافر على إثر الحرب الأهلية في لبنان إلى اليونان حيث عاش 3 سنوات، انتقل بعدها إلى الأردن وأقام فيها قرابة 5 سنوات، كان سعيد خلالها جزء من المشهد الفني المحلي.كما كان للفنان الراحل حضور في على خشبة المسرح، حيث شارك في مسرحيات "المهرج" للمسرحي السوري محمد الماغوط و"موسم الهجرة إلى الشمال" للأديب السوداني الطيب صالح.