رصدت الصحف الأميركية امس أصداء حادثة الحذاء الذي قذفه منتظر الزيدي في وجه الرئيس الأميركي جورج بوش وما يحمله ذلك من معاني السخط في العالم العربي على السياسات الأميركية في المنطقة، وقالت إن الحادثة جلبت فرصة نادرة لتوحيد الصف العربي * واعتبرتها صحف مؤشرا على التقدم والحرية في العراق. فقد قالت صحيفة نيويورك تايمز إنها المرة الأولى التي ينظر فيها إلى الحذاء في العالم العربي باعتباره رمزا للسخط على حرب لم تحظ بشعبية، وأضافت أنها كانت فرصة نادرة لتحقيق الوحدة في العالم العربي رغم ما يعج به من خلافات.ففي السعودية نشرت صحيفة محلية أن رجلا عرض شراء الحذاء الذي أصبح الأكثر شهرة في العالم بمليون دولار.وقيل إن ابنة الرئيس الليبي معمر القذافي أعلنت تكريم الزيدي (29 عاما) بوسام الشجاعة.وفي مدينة الصدر ببغداد، دعت مظاهرة حاشدة إلى الانسحاب الفوري للقوات الأميركية من العراق، وقد وضع المتظاهرون الأحذية والنعال على سواري مرتفعة يلوحون بها في الهواء، كما قذف المتظاهرون في النجف المواكب الأميركية المارة بالأحذية.وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الحذاء طغى على حديث الشارع ومحطات التلفاز ومواقع الدردشة في الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط يوم الاثنين باعتباره عملا جريئا عبر عن الهياج الشديد ضد الرئيس بوش في آخر زيارة له إلى العراق.وفي سوريا ظهرت صورة الزيدي على مدى يوم كامل على محطة التلفزة الحكومية إلى جانب سوريين يعبرون عن إعجابهم بشجاعة الزيدي، كما ظهر في وسط دمشق شعار كبير يقول "أيها الصحفي البطل، شكرا لك كثيرا على ما فعلته". ولم تختلف صحيفة واشنطن بوست في عرضها للحدث حيث كتبت تقريرها تحت عنوان "الحذاء الطائر يخلق بطلا في العالم العربي" تقول فيه إن رشق الزيدي لبوش بالحذاء والإهانات عبّر –كما قال أقرباؤه- عن إحباطه من السياسة الأميركية في العراق وجعل من نفسه شخصية مشهورة في العالم العربي بين ليلة وضحاها.وقالت الصحيفة إن الزيدي كان مغتاظا في السابق من فضيحة التعذيب في سجن أبو غريب، وقد سبق للزيدي أن عمل مقابلات مع الأرامل واليتامى أثناء عمله صحفيا، وكان قد أسر لأحد المحررين في السابق عن رغبته في مقابلة بوش "وضربه بالحذاء".ولفتت واشنطن بوست إلى أن مرتادي الإنترنت ومواقع الدردشة قد تبادلوا دعابات عن الحادث معبرين عن سنوات من الاستياء تجاه السياسات الأميركية.وعلقت الصحيفة قائلة إن الإهانة التي لقيها بوش حولت زيارته إلى فشل في العلاقات العامة، وألقت بظلالها على رسالة البيت الأبيض حول "النصر الوشيك في حرب طويلة ولا تحظى بشعبية".الأستاذ في الجامعة الأميركية أسعد أبو خليل قال "إن الحذاء الطائر عبر عما يجول في خاطر الرأي العام العربي أكثر من أولئك الدمى الذين يلتقون بوش لدى زيارته للشرق الأوسط". وول ستريت جورنال من جانبها اعتبرت في افتتاحيتها تلك الحادثة عنوانا آخر لتحرير العراق، وقالت "تهانينا للعراق: لقد أصبحتم حقا بلدا حرا".وتعزيزا لفكرة التحرير، دعت الصحيفة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى الإفراج عن الزيدي باعتباره مؤشرا على التحرير ورسالة لمنتقدي بوش في الغرب والعالم العربي.واختتمت بالقول نشك في قدرة العديد من العراقيين على تصور مصير أي صحفي تجرأ على الرئيس الراحل صدام حسين.صحيفة لوس أنجلوس تايمز وصفت عمل الزيدي بأنه "غير مؤدب"، ولكنها قالت إنه مؤشر على تحقيق التقدم في ما أسمته السياسات العنيفة في العراق.أما صحيفة يو أس أي توداي فقد تناولت مطالبة الآلاف من المحتجين العراقيين بإطلاق سراح الصحفي الذي هاجم بوش، وقالت إن الزيدي تحول إلى شخصية مشهورة يوم الاثنين في العالم العربي، حيث يقال المثل "عدو عدوي صديقي".