أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني, عمار سعداني, مساء اليوم , أن المؤتمر العاشر للحزب لم يتم تأخيره, و إنما يبقى تاريخ انعقاده مرتبطا بقضايا وطنية "جوهرية", على رأسها تعديل الدستور. و أوضح سعداني خلال اجتماعه بأمناء المحافظات و رؤساء اللجان الانتقالية للحزب, أن القانون الأساسي المنبثق من المؤتمر القادم للحزب "يجب أن يتماشى مع ما سيأتي به الدستور الجديد". كما أنه "من المنطقي أيضا أن يأخذ (القانون الأساسي) بعين الاعتبار مختلف المقترحات التي قدمها الحزب خلال المشاورات المتعلقة بتعديل الدستور", يضيف سعداني. وعاد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني إلى التذكير بأن النظرة الجديدة التي سيسير وفقها الحزب ترتكز في المقام الأول على القاعدة التي "تعود لها الكلمة الأخيرة", ليؤكد ذلك بالقول "المؤتمر المقبل سينظم على مستوى القاعدة و ليس بحيدرة (مقر الحزب)", في إشارة منه إلى بعض خصومه الذين اتهمهم ب"الاحتكار و تهميش القاعدة لوقت طويل". و انطلاقا من ذلك, توجه السيد سعداني إلى المحافظات التي دعاها إلى تنظيم نفسها تحضيرا للمؤتمر العاشر, من خلال تقديم اقتراحات تكون ملموسة على أرض الواقع, ليذكر بأن "القيادة تنحصر مهمتها في التنسيق فقط فيما يظل الباقي موكولا للقاعدة". و أشاد في هذا السياق بوضعية المحافظات التي "خرجت من مرحلة الركود و تجاوزت مختلف الإشكالات التي كانت مطروحة" و هو ما يعني -حسبه- أن الحزب يواصل مسار الهيكلة "على أتم وجه" و "يتوجه بخطى ثابتة نحو تجسيد مشروعه الكبير, ليصبح حزب الأغلبية", يقول السيد سعداني. و حمل السيد سعداني المنتخبين و المناضلين مسؤولية "الحفاظ على المكاسب" التي حققها الحزب و التي جعلت منه "فاعلا أساسيا في الساحة السياسية". و من جهة أخرى, عاد السيد سعداني للحديث عن استخراج الغاز الصخري الذي شكل خلفية لاندلاع عدة احتجاجات بجنوب البلاد بسبب ما نسب له من آثار سلبية على البيئة, حيث دافع مطولا عن مشروع استغلال هذا النوع من الطاقة معتبرا أن "أكثر مايروج حول ذلك من أحكام سلبية مسبقة هو أمر مفتعل". كما وصف المناوئين لهذه الخطوة ب"جهات حاملة لطرح يشجع القوى الاستعمارية و الأيادي الأجنبية التي تستهدف الجزائر على أكثر من صعيد", مشددا على أن "الدولة التي صرفت ثلاثة ملايير دولار لتنمية مناطق الجنوب لا يمكن أن تقوم بتلويث مياهها". و في نفس الصدد, ثمن السيد سعداني القرارات "الشجاعة" التي أصدرها رئيس الجمهورية عبر العزيز بوتفليقة خلال الاجتماع المصغر الذي ترأسه بحر هذا الأسبوع, و التي تضمن إنشاء ولايات منتدبة بالجنوب و الهضاب العليا فضلا عن قرارات تنموية أخرى. و اختتم الاجتماع بإصدار بيان نهائي تضمن "دعم و مساندة مسعى و مواقف القيادة السياسية للحزب في جميع القضايا ذات الصلة بالمصلحة العليا للبلاد" و "الاعتزاز بالرسالة التي بعث بها الأمين للعام لرئيس الجمهورية و ما حملته من رؤى و اقتراحات تتصل بالتنمية بالجنوب".