إنتحار أربعة مرضى بالمصلحة منذ بداية السنة نشب، أمس، حريق بمصلحة الطب العقلي مايزي، التابعة لمستشفى فرانس فانون بالبليدة، تسبب في وفاة مريضين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة، ليكون بذلك عدد المرضى المتوفين منذ بداية السنة 6 مرضى، بعد أن سجل انتحار أربعة مرضى منذ بداية السنة الجارية. وحسب المعلومات المتوفرة لدى «النهار»، فإنّ الحريق ناجم عن سيجارة يرجح أنّ أحد المرضى القابعين في المصلحة، قام بتدخينها في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس، حيث نشب الحريق في الساعة الخامسة صباحا، وقام أعوان الأمن الداخلي للمستشفى بالتدخل من أجل إجلاء المرضى، في انتظار وصول أعوان الحماية المدنية، إذ تم تسجيل حالة الوفاة الأولى على السّاعة السادسة والربع صباحا، حسب محاضر معاينة الوفيات الذي اطلعت «$» عليها. وذكرت مصادر «$»، أنّ الحريق لم يكن ناجما عن شرارة كهربائية، لأن عدادات الكهرباء كانت متوقفة، بحكم أن مصلحة الأمراض العقلية تلجأ إلى مثل هذه الممارسات في الفترات الليلية. وعلى الصعيد ذاته، أسفر الحريق عن وفاة مريضين وهما «ف.أ» من جنس ذكر، منحدر من ولاية البليدة، متعوّد على دخول المصلحة، ويبلغ من العمر 29 سنة، فيما يبلغ المتوفى الثاني 31 سنة، وهو منحدر من ولاية تبسة، وهو الذي لم يتلق أي زيارة من قبل عائلته منذ 6 أشهر. أمّا المصابون فهم «ب.ص»، وهو ممرض يعمل بالمصلحة، كان يقوم بمناوبته الليلية، حيث تدخل لمساعدة المرضى وإنقاذهم، إلا أنه تعرض إلى الاختناق، ما استوجب نقله إلى مصلحة الإنعاش من أجل علاجه، أما في الوقت الحالي فيتواجد في مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى البليدة. في حين أن المصاب الثاني هو مريض بالمصلحة، مجهول الهوية، يبلغ من العمر 36 سنة، ينحدر من ولاية تيزي وزو، تعرّض هو الآخر إلى الإختناق حيث تم إسعافه، بعد اختناقه هو الآخر بغاز أوكسيد الكربون. أمّا المصاب الثالث، فهو المريض «ش.خ»، البالغ من العمر 48 سنة، تلقى العلاج اللازم بعد أن تم إجلاؤه، من قبل مصالح الحماية المدنية، بعد أن أصيب بحروق من الدرجة الثالثة، مما استدعى نقله إلى مستشفى الدويرة لتلقي العلاج اللازم. من جهته، قال مدير مصلحة الأمراض العقلية «بودالي معمر»، أن الحريق نتج عن شرارة كهربائية مما أتى على الطابق الأول بكامله. رصد خمسة ملايير دينار لإعادة تأهيل الجناح الذي تعرض للحريق
أعلن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، أنه تم تخصيص غلاف مالي بقيمة خمس ملايير دينار لإعادة تأهيل جناح الأمراض العقلية بمركز الاستشفاء الجامعي «فرانز فانون» بالبليدة الذي تعرض لحريق فجر أمس. وعقب اللقاء الذي جمع الوزير بمسؤولي المؤسسة الاستشفائية، أكد الوزير أن المبلغ المالي الذي تقرر رصده، سيوظّف في إعادة تأهيل جناح مايزي فاطمة الزهراء، أين سجل وفاة مريضين وإصابة شخصين بحروق على إثر الحريق الذي اندلع في ساعة مبكرة من صباح أمس. وصرّح بوضياف، عقب هذا اللقاء أنه تقرر غلق هذا الجناح على الفور وتحويل المرضى المتواجدين به إلى أجنحة أخرى بنفس المصلحة، في انتظار إعادة تأهيل كافة الهياكل التي يعود تاريخ إنجازها إلى سنة 1935. وأضاف الوزير أن الخمسة ملايير دينار تضاف إلى 9.5 مليار دينار، التي استفاد منها المستشفى في إطار برنامج سنة 2015، بهدف إعادة تأهيل كافة المصالح القديمة، مؤكدا أنه سيعاد تجديد مختلف الأجنحة التابعة لمصلحة الأمراض العقلية، قبل نهاية العام الجاري، مشددا على ضرورة تنصيب فرع للحماية المدنية على مستوى المستشفى لضمان تدخل سريع في حالة تسجيل أحداث مماثلة. وذكر المسؤول الأول عن القطاع، بأن نتائج التحقيق الأولية، تفيد بأنه يحتمل أن تكون شرارة كهربائية وراء نشوب الحريق، مشيرا إلى أن الأبحاث متواصلة لتحديد الظروف والأسباب الحقيقية لهذه الحادثة.