أفراد العصابة كانوا يطلقون اللحية ويرتدون زيا أفغانيا لزرع الرعب في أرياف 4 ولايات شرقية باسم الإرهاب أدانت، أول أمس، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء أم البواقي كل من «س. ل» المدعو «ابن لادن»، «ز.ص» المدعو «صدام» و«ب.خ» و«ش.إ» و«م.ر» و«ب.ر» و« ب.خ» ب 12 سنة سجنا، فيما أدين المتهم الثامن «ب.ط» ب 10 سنوات سجنا بعد أن وجهت لهم تهمة إنشاء وتسير جماعة إرهابية بغاية بث الرعب في أوساط المواطنين وتكوين جمعية أشرار والسرقة بالعنف واستعمال مركبة .أحداث هذه القضية المثيرة تعود إلى نهاية سنة 2013، حين وصلت معلومات عن تحركات مشبوهة لهذه العصابة إلى عناصر كتيبة الدرك بعين البيضاء، ووجود أكبر شبكة مختصة في سرقة المواشي وترهيب المواطنين القاطنين بالمناطق الريفية المعزولة في أربع ولاية، وهي خنشلةباتنة، أم البواقي وتبسة، متكونة من حوالي 10 أشخاص جلهم من ولاية خنشلة وتبسة وأم البواقي، تتراوح أعمارهم بين 56 و34 سنة يقودهم كل من «ل.س» المدعو «ابن لادن» و«ز.ص» المدعو «صدام»، إذ يقدمون أنفسهم على أنهم جماعة إرهابية بغية ترهيب ضحاياهم لسرقة ممتلكاتهم وتحت طائلة التهديد بالأسلحة النارية والبيضاء، حيث راح ضحية هذه الشبكة المنظمة عشرات المواطنين العزل الذين استسلموا لهؤلاء اللصوص الذين كانوا ملتحين ويرتدون الزى الأفغاني. تفكيك هذه الشبكة المقسمة إلى أربعة أفواج، يختص الفوج الأول بجمع المعلومات والمراقبة والثاني بالاقتحام والثالث بالسرقة والنقل، والرابع ببيع المسروقات في أقل من 24 ساعة، جاء عقب القبض على المتهم الأول المدعو «البيضاوي» القاطن بعين البيضاء، وعند التحقيق معه حول سرقة 30 رأسا من الماشية خلال شهر رمضان من سنة2013، أراد هذا المتهم تخليص رأسه من السرقة ليكشف عن هوية عناصر الشبكة التي يقودها الملتحي «بن لادن» و ذراعه الأيمن «صدام» اللذان يخططان لكل شيء، وأمام أهمية المعلومات المتحصل عليها من هذا المتهم، باشرت عناصر كتيبة الدرك تحقيقاتها وتدبيرها لإيقاع بأفراد الشبكة والقبض عليهم متلبسين بالسرقة من خلال استدراجهم إلى الفخ الذي نصب لهم، حيث سخرت القيادة الدرك الوطني كل الإمكانيات المادية والبشرية للقبض عليهم، ليتم لهم ذلك من خلال القبض عليهم وهم بصدد سرقة 59 شاة ببلدية واد نيني، وعند التحقيق مع الموقفين كشفوا عن حقائق مثيرة من بينها تقديم نفوسهم على أساس أنهم جماعة إرهابية باللحية والزي الأفغاني ومسلحون بجميع الأسلحة، حيث يقومون بالاستيلاء على ذهب النسوة والأموال عن طريق الترهيب وتكبيل الضحايا بواسطة سلك المعدني، كما قاموا بسرقة أكثر من 600 رأس من الماشية على مستوى الولايات الأربعة المذكور على امتداد عام واحد، واستولوا علي بندقيتي صيد. وعن كيفية القيام بعملية السرقة، كشف التحقيق أن أفراد العصابة يستعملون جلود الضباع لتنفير وهروب كلاب الحراسة للتخلص منها حتى يتسنى لهم القيام بعملية السرقة بكل سهولة، لتنقل المسروقات على متن شاحنة ملك لرئيس العصابة «ابن لادن»، فيما يقوم أخوان ينحدران من بلدية الضلعة بعملية البيع عبر الأسواق البعيدة وبأسعار جد مغرية لتخلص من المسروقات في أقل من 24 ساعة، ليتم عقب ذلك أخد الأموال المسروقات إلى رئيس العصابة «ابن لادن» الذي يقوم بمنح 5 مليون لكل عضو في الشبكة، فيما يأخذ هو وذراعه الأيمن «صدام» الباقي. كما كشفت التحقيقات أن العصابة تضع مراقبا أمام مقر فرقة الدرك الوطني يترقب تحركات عناصر الدرك الوطني عندما يكون شركاؤه يقومون بعملية السرقة حتى لا يباغَتون ويُقبض عليهم، والأدهى من كل هذا، فقد كشف التحقيق أن المتهم «صدام» له اتصالات مع جماعات إجرامية ليقوم بتجنيد الشباب للالتحاق بهذه المجموعات التي تحترف الإجرام والجريمة المنظمة، اولغاية منها سلب وابتزاز وترهيب المواطنين. المتهمون وعند امتثالهم أمام محكمة الجنايات، حاولوا التملص من العقوبة الجزائية، غير أن الشهود تعرفوا عليهم، الأمر الذي سهل المأمورية على ممثل النائب العام الذي التمس لهم عقوبة 20 سنة و200 مليون سنتيم. للإشارة فإن هذه القضية تأسس فيها أكثر من 20 ضحية تعرفوا على جلاديهم الذين كانوا يسرقون ويعتدون من دون وضع اللثام على وجوههم.