أرجأت أمس محكمة جنايات العاصمة الفصل في ملف 12 متّهما من العاصمة وشرق البلاد من بين 15 متهّما كانوا قد كونوا عصابة مختصّة في سرقة السيّارات الفخمة وإعادة تفكيكها أو تهريبها إلى ليبيا بتواطؤ من جمركي ليبي كلّف بتسهيل عمليات دخول السيّارات المسروقة، إلى الدورة الجنائية المقبلة لإجراء تحقيق تكميلي. أفراد العصابة الذين يواجهون جناية تكوين جماعة أشرار والسرقة عن طريق الكسر والتهريب ينسب إليهم قيامهم بعمليات السرقة والتهريب بطريقة منظّمة بين جماعتين من العاصمة وأخرى من شرق البلاد، أظهر ملفها التنظيم المحكم لكلّ فرد من أفرادها الذي أوكل بمهمّة معيّنة بداية من مدير السرقات حسبهم إلى المكلّف بكسر زجاج السيّارات الفخمة المسروقة من قرب منازل الضحايا بالعاصمة ليلا. وتبيّن من الملف أن العصابة تمّ الإطاحة بها بعدما لمحت دورية لعناصر الأمن فجرا مواطنا يتعارك مع آخر بحي (عين اللّه) ببلدية دالي ابراهيم، وعند استفسارهما علموا بأن المواطن ألقى القبض على سارق كسر زجاج سيّارته من نوع (هيونداي توكسنت) تمهيدا لسرقتها، وهو المدعو (ب.م) من العاصمة في الثلاثينات من عمره كان يحوز على مفكّات براغي ومفاتيح ميكانيكة، وقد صرّح عند استجوابه بأن شريكه كان ينتظره على متن سيّارة من نوع (كونغو). وصرّح المتّهمان بأن الشبكة يمتدّ نشاطها إلى ولايات شرق البلاد من قسنطينة، سكيكدة، وادي سوف، الوادي، عنابة، أمّ البواقي وسطيف وصولا إلى ليبيا. وكان عمل المتّهمين بالعاصمة يقتصر على سرقة السيّارات التي فاق عددها العشر، وبعد تزوير وثائقها تتسلّمها عصابة الشرق والجنوب الشرقي بغرض إعادة بيعها، أين يتسلّمها حارس حظيرة سيّارات بمدينة الحرّوش بسكيكدة ويركنها هناك مقابل مبلغ 5000 دج عن كلّ سيّارة. أمّا عصابة الشرق فيديرها المدعو (غ. العلمي) الذي اعترف المتّهمون الذين ألقي عليهم القبض تباعا بأن السيّارات المسروقة كانت تباع بوثائق مزوّرة داخل وخارج الوطن، كما أن جمركيا يدعى (ناجي) يعمل على الحدود الليبية الجزائرية كان يسهّل مرور السيّارات المسروقة من ليبيا والجزائر، فيما صرّح عدد كبير من الضحايا الذين تأسّسوا كأطراف مدنية بأن سيّاراتهم كانت تسرق في ساعات اللّيل بعد تحطيم زجاج النّوافذ. وكان المتّهمون ينتقون سيّارات (هيونداي أكسنت)، (هيونداي توكسنت)، (ميتسوبيشي) رباعية الدّفع وسيّارات من نوع (رونو كونغو). وقد تنقّل فوج من المحقّقين إلى شرق البلاد برفقة المتّهم (كمال) وكلّلت المهمّة بتوقيف المتّهم (ش. عبد القادر) الذي كان يستعمل هوية مستعارة وله رخصة سياقة مزوّرة باسم (ديلمي عصام)، حيث كان على متن سيّارة من نوع (كونغو) مسروقة من أمّ البواقي مزوّرة الترقيم. أمّا المتّهم (ب. عمارة) المتّهم الرئيسي فقد اعترف بسرقة ما لا يقلّ عن 10 سيّارات من نوع (أكسنت، هيونداي، توكسنت وميتسوبيشي) من مختلف أحياء العاصمة، في معظم السرقات يرافقه (ب.ح) مستعملين سيّارة (كونغو) ثمّ يتّصلون ب (كمال) الذي يحضر إلى العاصمة لتسلّمها بعد تحضير وتزوير مسبق للوثائق. الشبكة دورها يكمن في سرقة السيّارات وهي من مهام شبكة العاصمة أمّا البيع والتزوير والإخفاء فمن اختصاص شبكة الشرق. المتّهم (ب.ح) صرّح بأنه متعوّد على مرافقة المتّهم الرئيسي وقام معه بعدّة سرقات ودوره يتمثّل في كسر الزجاج ليتكفّل شريكه (كمال) بقيادتها. أمّا (د. كمال) فقد صرّح بأنه ينتمي إلى شبكة مختصّة في سرقة السيّارات وتهريبها إلى خارج التراب الوطني ويحضر معه الأوراق المزوّرة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه اشترى 10 سيّارات تمّ تقطيعها من قبل المتّهم (ش. عبد القادر)، بيعت ل (غ. العلمي) دوره مدير شبكة مختصّة في بيع السيّارات المسروقة. كما تمّ ضبط المتّهم (ب. سليم) وهو يقود سيّارة مسروقة من العاصمة، وبالضبّط من برّاقي وصرّح بأن لديه سيّارتين من نفس النّوع مسروقة من العاصمة تمّ تقطيع إحداها وهما مركونتان في مرآب أحد المتّهمين، والمتّهم العلمي من سطيف يعدّ من أكبر تجّار السيّارات المسروقة بشرق البلاد. أمّا المتّهم (ب. إسماعيل) فقد ألقي عليه القبض بوادي سوف وله بطاقتين رماديتين مزوّرتين، وقد صرّح بأنه يعرف شخصا يقطن ببريكة المدعو (س.ل) أفاد بأن صاحب البطاقتين هو (ش. البشير)، وأنه سوف يستعملان في إدخال السيّارتين إلى التراب الوطني ويعرف المدعو (ناجي) الليبي وهو جمركي يقوم بتسهيل دخول السيّارات المسروقة من ليبيا نحو الجزائر وخروج السيّارات المسروقة من الجزائر نحو ليبيا.