رجع موضوع علاقة الملك محمد السادس برئيس حكومته إلى واجهة خطب عبد الإله بنكيران، حيث بعث رسائل كثيرة إلى كل من يهتم بهذه العلاقة في ثلاث خرجات متتالية، عبر التأكيد "مستعدون للخروج من الحكومة لكننا لن نتنازع مع القصر". وركزت أغلب الجرائد المغربية الصادرة اليوم الاثنين على خرجة بنكيران الأخيرة أمام خريجي جامعة هارفرد بالرباط، حيث كتبت يومية أخبار اليوم أن بنكيران بعث برسائل ود جديدة في اتجاه القصر قبل شهور معدودة من الانتخابات الجماعية، إذ قال إن من يقولون إنه يبحث عن الثقة مع المؤسسة الملكية غير مخطئين، وأوضح أن اي تنازع معها سيجعل المغاربة "يشوفو العجب العجاب اللي ما يطيحش ليهم على البال".وأمام جمهور يتقدمه ابن عم الملك الأمير مولاي اسماعيل، قال بنكيران إن أهم قرار سياسي اتخذه الملك في فترة الحراك الشعبي، كان إلزامه الإدارة بالاعتراف بالنتائج الحقيقية" لانتخابات 25 نونبر".أما يومية الأخبار، فعرضت بسط بنكيران للتجربة المغربية في تخطي موجة الاحتجاجات قائلا "إن الأنظمة التي كانت تحكم في الدول العربية كانت تسير تلك الدول بمنطق التحكم في السلطة والسياسة، مضيفا أن المغرب لم تنضج به تلك العوامل التي أفرزت احتجاجات الربيع العربي، وعاش في عزلة عن باقي الدول العربية، ليصنع ذكاءه في الحكم".أما يومية المساء فأوردت أن بنكيران لم يتردد وهو يتحدث أمام خريجي "هارفرد" في الاستناد إلى المرجعية الدينية لتفسير موقفه من المؤسسة الملكية، مؤكدا أن التعامل مع الملك كان من باب "يسرا ولا تعسرا بشرا ولا تنفرا تطاوعا ولا تخالفا... فأطعنا جلالة الملك". بنكيران سياسي من الدرجة الثانية رجوع بنكيران إلى وضع النقاط على الحروف في علاقته بالملك، غرضه تطمين الجهات التي تخشى اكتساح حزب المصباح للانتخابات المقبلة، ثم ثانيا، هدفها تزع الغطاء عن حزب البام الذي يوهم الاعيان بأنه حزب الدولة وأنه جاء "لحماية القصر من نفوذ الإسلاميين".وإذا كان خصوم بنكيران يرون فيه شخصا شعبويا في حملة انتخابية مستمرة، وسياسيا من الدرجة الثانية يختار القرارات السهلة على حساب جيوب المواطنين، غير أنه لا يمكن منازعة الرجل أن المنصب الحكومي جعله أكثر رزانة من المعارضة، ولا أدل على ذلك سوى التجاوب المستمر الذي بات يلقاه من القصر.