حقق بنكيران الفوز خلال الاقتراع السري بحصوله على 684 صوت في مقابل 495 لصالح العثماني. * في الوقت الذي تشهد بعض الأحزاب الإسلامية في الوطن العربي انشقاقات وصراعات على الكرسي والزعامة، خرج حزب العدالة والتنمية المغربي عن هذه الظاهرة من خلال تكريسه لديمقراطية داخلية تجلت في تغيير واستبدال الوجوه القيادية خلال المؤتمر السادس للحزب الذي عقده الحزب يومي 19 و20 من الشهر الجاري بحضور ثلاثة أحزاب جزائرية "جبهة التحرير وحمس والإصلاح". ولإلقاء الضوء على تجربة الحزب الإسلامي المغربي واستراتيجيته القادمة في ضوء هذه التغييرات وفي ضوء ما تشهده الساحة السياسية المغربية من تفاعلات، أجرت "الشروق اليومي" اتصالا هاتفيا مع عبد الإله بن كيران، الأمين العام الجديد للحزب والذي خلف في هذا المنصب سعد العثماني الذي عين بدوره رئيسا للمجلس الوطني للحزب. * * * في هذا الحوار المقتضب الذي أجريناه معه عبر الهاتف، يؤكد السيد عبد الإله بن كيران "52 عاما" أن حزب العدالة والتنمية سطر لنفسه خلال المراحل القادمة مجموعة من الأولويات، حيث سيقتصر عمله أولا على إعادة ترتيب البيت الداخلي بطريقة تجعل الحزب يتفاعل مع ما تشهده الساحة السياسية المغربية من تطورات. وثانيا سيعمل الحزب على نهج التغيير والإصلاح الذي يشمل مختلف المجالات الرئيسية، حيث سيعمل على محاربة الفساد الذي ينخر جسم الدولة المغربية، أي فساد الإدارة ونهب المال العام وكذلك فساد الحياة التعليمية والقضائية. * وحول ما إذا كانت الظروف الداخلية في المغرب ستسمح لحزب إسلامي بالتحرك في هذا الإطار، يقول عبد الإله بن كيران في اتصاله مع "الشروق اليومي" بمناسبة تعيينه على رأس الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن حزبه يؤمن بأن "الإصلاح ممكن والتقدم ولو خطوة إلى الأمام أفضل من السكون والاستسلام"، وكما يقول المثل "الضرب بالطوب خير من الهروب"، على حد قوله. وانطلاقا من هذه القناعة يضيف محدثنا سيشارك حزب العدالة والتنمية من حيث المبدأ في الانتخابات المحلية القادمة المقرر عقدها العام القادم، ولكن القرار النهائي يبقى متوقفا على تصرفات الإدارة الوصية في المغرب. * وفي سؤال حول ما إذا كان تعيينه على رأس الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية هو مؤشر على تغير ما قد يحدث في استراتيجية الحزب، بالنظر إلى أنه يصنف ضمن صقور الحزب على عكس سلفه سعد العثماني الذي يوصف بالقيادي المهادن، أجابنا السيد عبد الإله بن كيران بدبلوماسية حذرة بقوله إنه لا يرى نفسه في تلك التلوينات وأنه أحيانا يكون "ألين من الحمامة وأحيانا أخرى أشد من الصقر". وبمعنى آخر "أنا لست حمامة خانعة لا صقرا شرسا ". كما قال بروح دعابة، وبخصوص ما إذا كان إسلاميو المغرب يتعرضون بدورهم إلى اعتقالات ومضايقات متواصلة من طرف السلطات مثلما يحدث لنظرائهم الإسلاميين في بعض البلدان العربية، رفض الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي الخوض في هذا الموضوع ربما تجنبا لإغضاب القصر الملكي الذي يرصد كل شاردة وواردة عن الحزب، واكتفى برسم صورة وردية لأوضاع الإسلاميين في بلاده بقوله إنه "لا توجد اعتقالات ونحن أحرار ونحن في بلدنا نقول ونفعل ما يبدو لنا ولكن مع مراعاة ما يجب مراعاته". * وردا على سؤال حول علاقة حزب العدالة والتنمية بالقصر الملكي، أجاب محدثنا بالقول: "هي علاقة جيدة ونحن نعتز بالملكية والمشكل هو في المخزن الذي يصيب ويخطئ، وعندما يصيب نثّمن صوابه وعندما يخطئ نقول له أخطأت". * تجدر الإشارة إلى أن محمد السادس بعث ببرقية تهنئة إلى بنكيران على انتخابه أمينا عاما للحزب، نشرت وكالة المغرب العربي للأنباء "رسمية" أهم فقراتها. * يذكر أن حزب العدالة والتنمية أصبح ثاني قوة سياسية في المغرب، حيث حصل على 46 مقعدا في الانتخابات النيابية التي جرت عام 2007 بعد حزب الاستقلال الذي حصل على 52 مقعدا. * *