شكلت رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة عيد النصر 19 مارس الجاري، قلقا للطبقة السياسية التي اعتبرتها تهديد مباشر لزعامات المعارضة في الجزائر. من جهته، قال رئيس حركة مجتمع السلم "حمس" عبد الرزاق مقري، خلال افتتاح اللقاء الوطني للأمناء الولائيين للإعلام والطلبة والتربية الذي انطلق ،اليوم السبت، بالمقر الوطني للحركة، إن تصريحات رئيس الجمهورية الأخيرة الواردة في رسالته المكتوبة بمناسبة الاحتفال بعيد النصر، مقلقة للطبقة السياسية وتهدد استقرار البلد بدل العمل على تقوية الوحدة الوطنية والاستقرار، وهي غير معهودة من القاضي الأول للبلاد وهي موجهة لأطراف وأجنحة داخل النظام ومؤسسات الدولة عبر المعارضة في الجزائر. ودعا عبد الرزاق مقري بالمناسبة، رئيس الجمهورية إلى مخاطبة الشعب بشكل مباشر والاهتمام أكثر بالقضايا التي تهم المواطنين وعلى رأسها المنظومة التربوية التي تتدهور بشكل مستمر، والاهتمام بمعيشة المواطنين الذين يعانون من الارتفاع المستمر لأسعار المواد الاستهلاكية وتراجع القدرة الشرائية، إضافة إلى الاهتمام بالملف الاقتصادي وتراجع احتياطات البلاد النقدية بسبب تراجع أسعار وإنتاج الجزائر من المحروقات بحسب الأرقام المعلن عنها من قبل المؤسسات الرسمية وآخرها تقرير بنك الجزائر الصادر الخميس الماضي. كما اعتبر مقري أنه من حظ الجزائر وجود معارضة راشدة وعاقلة ووطنية تعمل من أجل الحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها وأمن أبنائها، داعيا في ذات الوقت رئيس الجمهورية إلى الاهتمام بمحاربة الفساد المستشري في مختلف المؤسسات والذي يهدد الأمن الوطني ووقف المفسدين الكبار والفصل في ملفات الفساد الكبرى وعلى رأسها الخليفة وسوناطراك والبنوك. من جهة أخرى، شدد عبد الرزاق مقري على ضرورة تبني حل سياسي مبني على التوافق التفاوض لتحقيق انتقال ديمقراطي دون تهديد أو تخويف وتكون بدايته بإنشاء لجنة وطنية مستقلة لتنظيم الانتخابات لتجاوز مشكلة التزوير التي تهدد العمل السياسي في البلاد والقبول بنتائجها مهما كانت.