الفتاة «هالة» تحصلت على البكالوريا بمعدل 15 وكانت تعاني من المرض منذ 19 شهرا شيع، زوال أمس، جثمان الطالبة «موساوي هالة» التي كانت ستطفئ شمعتها العشرين في 13 من شهر ماي القادم، والتي توفيت بعيادة الراقي «بلحمر» بغليزان، حيث تم نقل جثمانها إلى بلدية العناصر جنوب شرق برج بوعريريج صبيحة أمس، بعد استكمال عمليات التشريح وفتح تحقيق معمق في القضية. وقد خيم على مدينة العناصر حزن وأسى كبيران في أوساط العائلة والمقربين والجيران، خاصة وأن الفتاة طالبة جامعية في السنة الأولى صيدلة بجامعة قسنطينة، وتحصلت على شهادة البكالوريا بمعدل 15 من 20 قبل أن تبتلى بمرض ألزمها الفراش لمدة 19 شهرا دخلت بسببه مستشفيات برج بوعريريجوسطيف، قبل أن تلفظ أنفاسها في «عيادة» الراقي «بلحمر» صبيحة يوم أول أمس. الحادث هز مدينة العناصر وبرج بوعريريج وجموع من المعزين يقصدون بيت المرحومة هالة وبغية الاطلاع أكثر على تفاصيل الحادثة التي هزت برج بوعريريج والوطن ككل، خاصة وأن الأمر يتعلق بالراقي «بلحمر» المثير للجدل، تنقلت «النهار» زوال أمس، إلى منزل الضحية الواقع بحي حوزة 180 مسكن اجتماعي بمدينة العناصر شرق برج بوعريريج، أين التقينا بوالد الضحية «فريد موساوي» وعلامات الأسى والحسرة بادية على وجهه بفقدانه فلذة كبدة وأكبر أبنائه «هالة» ذات العشرين ربيعا، كان الوالد يتلقى التعازي من الأهل والأقارب ومواطنين جاؤوا من كل مكان بعد تشييع جنازة ابنته، قبل أن نقدم له واجب العزاء ونجلس إليه ليسرد علينا القصة والمأسأة كما عاشها بتفاصيلها هو وزوجته. «هالة» كانت مريضة منذ 19 شهرا وسبق أن دخلت مستشفيات البرج وسطيف رد فريد، عن أسئلتنا وسرد لنا القصة كاملة والتي بدأت أطوارها، عشية يوم الخميس، أين تنقل رفقة ابنته المريضة منذ 19 شهرا والتي تعاني -حسب الوالد- من حالات قيء شديدة وإرجاع للطعام تسببا في تدهور حالتها الصحية، حيث زار بها عددا من الأطباء ومكثت منذ حوالي شهر 8 أيام بمستشفى سطيف الجامعي، وبعدها مكثت 4 أيام بمستشفى برج بوعريريج، وأثبت تشخيص الأطباء للمرض وجود نقص للبوتاسيوم حسب تصريحات الوالد، وهو ما سبب لها ضعفا وتذبذبا أيضا في دقات القلب، حيث لم يفلح الأطباء في التوصل إلى علاج نهائي لهالة، وأمام هذه الوضعية وجد الوالدان نفسيهما يتشبثان بأي بصيص أمل، ما دفع بهما كآلاف الناس والمرضى إلى التوجه إلى غليزان لزيارة الراقي بلحمر في «عيادته». 4 أيام بغليزان لم تحظ فيها هالة بمقابلة بلحمر وقال الوالد إنه وصل رفقة ابنته وزوجته، ليلة الخميس إلى غليزان، ومكث في الفندق إلى صبيحة الجمعة، أين تنقل إلى عيادة بلحمر، إلا أنه لم يجده هناك وتم إبلاغه بأنه غائب، ما دفع بالوالدة إلى أن تطلب من القائمين على العيادة القيام بشيء لابنتها، وتم ذلك أين تم وضع مصل «سيروم»، وبعد انتهائه خضعت الفتاة إلى حجامة في الظهر، ونظرا لغياب بلحمر فقد غادر الوالد رفقة زوجته وابنته العيادة أين قام بالاستجمام مع أسرته بحمام بوحنيفية وأماكن سياحية أخرى بغليزان، ثم عاد ثانية عشية يوم السبت أملا في ملاقاة «بلحمر»، أين كانت الساعة تشير إلى وقت صلاة المغرب، إلا أن بلحمر كان دائما غائبا واضطروا لانتظاره حتى حوالي الساعة 10 ليلا بدون جدوى، قبل أن يتلقوا وعدا من أحد العاملين في العيادة بأن الفتاة ستحظى بموعد صبيحة الأحد. ثم عاد الوالد وابنته وزوجته صبيحة الأحد على 9 صباحا، وفي غياب بلحمر دائما تم وضع مصل «سيروم» للفتاة من جديد وتم إبلاغ ذويها أن بلحمر لم يحضر بسبب مرضه، وبعد العملية وأثناء انتظار إخضاعها للحجامة تهاوت الفتاة وأغمي عليها في قاعة الانتظار أمام أعين والدتها ومن كان هناك، ليتدخل الوالد لينقلها إلى مستشفى غليزان أين تبين أنها فارقت الحياة. الوالد: «الشرطة استمعت إلى أقوالي وأقوال زوجتي وحققت مع بلحمر» أكد والد الفتاة المتوفاة أنه لم ير «بلحمر» إلا في مستشفى غليزان بعد وفاة ابنته، ونفى نفيا قاطعا أن يكون قد رفع دعوى قضائية، مؤكدا أنه قد تم الاستماع إلى أقواله وأقوال زوجته وإلى بلحمر في تحقيق معمق فتحته مصالح الشرطة بغليزان لكشف الملابسات الحقيقية للوفاة، وأوضح أنه أدلى بنفس التفاصيل التي صرح بها في هذا الحوار إلى مصالح الأمن، وقال إنه راض بقضاء الله وقدره وإنه لله ما أعطى ولله ما أخذ.