عرفت عدة مدن في الولايات الشرقية، غليانا شعبيا كبيرا تخللته اعتصامات وإضرابات وقطع للطرقات، مطالبة برفع الغبن عن المواطنين وبعث البرامج التنموية فضلا عن تسوية الأجور وتوفير الشغل والسكن، وفيما بات المشهد ديكورا يتكرّر بين الفينة والأخرى، إلا أنه شهد أمس، تصعيدا ملموسا كاد أن يخرجه عن سلميته لولا التعقّل وتغليب أسلوب الحوار تارة، وحنكة قوات الأمن التي باتت تلعب تارة أخرى دور رجل الإطفاء في ظل عجز أغلب المسيّرين والمسؤوليين وكذا المنتخبين المحليين، عن امتصاص مشاكل المواطنين ودفع عجلة التنمية سواء بالقرى والمداشر أو بالمدن الكبرى. مواطنون يحاصرون مقري بلدية ودائرة ڤايس في خنشلة ويغلقون الطريق نظّم، صباح أمس، المئات من المقصيين من قائمة السكن الاجتماعي، التي أفرجت عنها سلطات بلدية ڤايس مقر الدائرة في خنشلة، عشية أول أمس، المتعلقة بحصة 1903 مسكن بعد انتظار على الأعصاب دام أزيد من سنة، احتجاجات ومظاهرات عارمة جابت الشوارع والأزقة والساحات قبل أن يقرّروا محاصرة مقري البلدية والدائرة وغلق الطريق الوطني الرابط بين خنشلة وولاية باتنة عند المخرج الشرقي للمدينة، للمطالبة بإلغاء القائمة جملة وتفصيلا وإعادة التحقيق النزيه والدقيق والشفاف في كل الملفات المودعة وعددها يفوق خمسة آلاف طلب، معتبرين إياها باطلة نظرا للتجاوزات الخطيرة التي اكتنفتها، خاصة وأن القائمة تضم أزيد من 700 شاب معظمهم عزابا، فيما أقصي أرباب العائلات وسكان القصدير والأكواخ والمستأجرين لدى الخواص والمشرّدين. المحتجون أوضحوا أن صبرهم نفذ ولم يعد بإمكانهم ضبط أنفسهم، فيما أعلن والي الولاية من جهته قبيل عملية الإفراج عن هذه القائمة الأكبر من نوعها منذ الاستقلال، أنه شخصيا وعلى مستواه قد أصدر تعليمات صارمة للمعنيين بالتحقيق وضبط القوائم النهائية تلزمهم بالتحلي بالحد الأقصى من العدالة والشفافية والعمل على أساس الأولوية في ترتيب المستحقين للسكن على أن يتحمل كل طرف مسؤولية التجاوزات أو أي خرق للقوانين، مضيفا أنه سيشرف شخصيا على جميع الطعون حتى تتحقق المساواة ويتمكن من أقصي من حقّه في الاستفادة. سكان قرية بني رحمة يغلقون الطريق في عين ڤشرة بسكيكدة انتفض، صباح أمس، العشرات من سكان قرية بني رحمة ببلدية عين ڤشرة، الواقعة قرب الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين ولايتي سكيكدةوجيجل، وقاموا بغلق الطريق بالحجارة والمتاريس وأغصان الأشجار، للمطالبة بالتنمية الحقيقية المغيبة منذ سنوات في المنطقة.الاحتجاجات انطلقت، منذ الساعات الأولى من صباح أمس، شارك فيها جميع سكان القرية دون استثناء وحتى التلاميذ الذين انظموا للاحتجاج رافعين شعارات «لا للحڤرة، لا للتهميش، سكان القرية يطالبون بالتنمية والمرافق الخدماتية»، وهي المطالب التي تغيب عن السكان البالغ عددهم أكثر من 700 نسمة منذ ثلاثة عقود من الانتظار ووعود المسؤولين المحليين، وقد أكد أحد ممثلي السكان، بأنهم أجبروا على الخروج إلى الشارع في ظل عدم تنفيذ البلدية لوعودها السابقة، في ظل غياب حصص السكن الريفي وقاعة العلاج المغلقة وتحويل ساحة اللعب الوحيدة إلى أغراض أخرى من قبل البلدية، وكذا قلة النقل المدرسي إن لم نقل انعدامه لتلاميذ القرية، إلى جانب غياب مياه الشرب والإنارة العمومية، وقد تدخلت مصالح الدرك الوطني وتم استدعاء رئيسي البلدية والدائرة وتم فتح حوار مع ممثلين عن الغاضبين، والذين أصرّوا على غلق الطريق، قبل أن يتمكن قائد فرقة الدرك الوطني بمعية عدد من العقلاء من إقناعهم بالجلوس إلى الحوار مع البلدية والدائرة، ليتم الاتفاق على تنفيذ عدد من النقاط. عشرات المستفيدين من مشاريع الجزائر البيضاء يحتجون بتبسة شنّ، يوم أمس، العشرات من الشباب المستفيدين من مشاريع الجزائر البيضاء بمدينة تبسة، حركة احتجاجية بشارع هواري بومدين بمحاذاة المقر الولائي للكونفدرالية العامة لأرباب العمل، باعتبارهم منضوين تحت لوائها، وطالبوا من خلالها بتدخل عبد المجيد دنوني رئيس الكونفدرالية العامة لأرباب العمل لمساعدتهم في تمديد مدة العقود من سنة واحدة إلى ثلاثة سنوات، ورفع هؤلاء الشباب المستفيدون من مشاريع تنظيف ورد الاعتبار لعاصمة الولاية تبسة والبالغ عددهم حوالي 60 مقاولة مصغّرة تشغل كل واحدة 7 عمال، من كل الجهات المعنية ومنها السلطات المختصة بداية بمديرية لنشاط الاجتماعي إلى وزارة التضامن الوطني والحكومة من أجل مراجعة القوانين التنظيمية المتعلقة بمشاريع الجزائر البيضاء، لتمديد مدة العقد وزيادته على الأقل من سنة واحدة إلى ثلاثة سنوات أخرى، خاصة وأنه تم إثبات نجاعة هذه المشاريع في العديد من البلديات، نظرا لمساهمتها الفعالة في نظافة الأحياء وتقليص نسبة البطالة، وفي نفس الوقت ناشد المستفيدون من هذه المشاريع السلطات بتسريع الإفراج عن المستحقات المالية والتي تتأخر كثيرا لتصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 6 أشهر، وهي المدة التي وصفوها بالطويلة جدا، خاصة وأن غالبيتهم لا يملكون مداخيل أخرى. وفي اتصال «النهار» مع صلاح الدين بيازة رئيس المكتب الولائي للكونفدرالية العامة لأرباب العمل في تبسة، أكد أنه تلقى شكاوى من هؤلاء المستفيدين، وأنه تم تحويلها إلى رئيس الكونفدرالية العامة عبد المجيد دنوني، للتدخل لدى وزير التضامن الوطني والأسرة لإعادة النظر في مدة العقد المقدّر حاليا بسنة واحدة وهي فترة كافية للمستفيدين ملتمسين إضافة سنتين، مضيفا لقد راسلنا رئيس الكونفدرالية تلبية لمطالب هؤلاء التي وصفها بالمشروعة. الذرعان تتحوّل إلى مفرغة عمومية والسكان يغلقون الطريق في الطارف أقدم سكان بلدية الذرعان في ولاية الطارف، على إغلاق الطريق الوطني رقم 84 الذي يعبر وسط المدينة بمفترق طرقها وذلك لليوم الثالث على التوالي، احتجاجا على وضعية المدينة التي تحوّلت إلى مفرغة عمومية بكل المقاييس، وهي الوضعية التي طالت لسنوات مما أصبح يهدّد صحة وحياة السكان. وقد تحول الطريق الرئيسي لوسط المدينة إلى مشهد لا تراه إلا في أفقر بلدان العالم، ومن المفارقات أن يتواجد عدد كبير من المطاعم ومحلات المرطّبات واللحوم على امتداد الطريق، كما أصبحت روائح قنوات الصرف المفتوحة والمخربة تعمّ كافة أحياء المدينة التي تعد أكبر بلديات ولاية الطارف وملتقى لولايات مجاورة مثل ڤالمة وعنابة وسوق أهراس، إضافة إلى كونها نقطة نهاية الطريق السيّار شرق-غرب. وضعية وسط الذرعان كانت محل غضب حتى الوزراء ورؤساء الأحزاب وحتى السلطة العمومية للولاية لكن دون جدوى، الأمر الذي حرك حفيظة السكان الذين استنجدوا ب$ لنقل صورة حية وحقيقية عما يجري في بلدية الذرعان. وردا على انشغال السكان الغاضبين، صرح نائب رئيس البلدية بأن مشروع تهيئة وسط المدينة وتعبيد الطريق، تم تسليمه لمقاول شرع في جلب عتاده وسينطلق قريبا في العملية بعد إنجاز شبكة الصرف الصحي وأن الوضعية في متناول كل الهيئات الرسمية للدولة. سكان حي ڤيطوني عبد المالك يحتجّون للمطالبة بالترحيل في قسنطينة تجمّع، صبيحة أمس، العشرات من سكان شارع ڤيطوني عبد المالك المعروف محليا ب»رود بيانفي»في قسنطينة، أمام مقر ديوان الوالي، في وقفة احتجاجية عبروا من خلالها عن استيائهم البالغ والناجم عن إقصائهم من عمليات الترحيل التي استفادت منها عدة أحياء أخرى خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك على الرغم حسبهم من الحالة الخطرة التي آلت إليها المساكن التي يقطنون بها، والتي تدهورت كثيرا بسبب وجودها في منطقة تعرف انزلاقات أرضية حادة، متسائلين عن سبب تهميشهم، في الوقت الذي استفادت فيه أحياء أخرى أقل خطورة من عمليات ترحيل منها ما نفّذ ومنها ما ينتظر، مؤكدين بأن دراسات جيولوجية سابقة، أثبتت أن البنايات المشيّدة بالحي مهدّدة بالانهيار، وهي الدراسات التي لم يتم اتخاذها بعين الاعتبار لأسباب مجهولة. مستفيدون من حصة 162 وحدة سكنية بحراثن يحتجون في جيجل أقدم، صبيحة أمس، عدد من أصحاب الشقّق التي تم الإفراج النهائي عن قائمة المستفيدين منها والمقدّرة بنحو 162 وحدة سكنية متواجدة بمنطقة حراثن بالمدخل الجنوب الشرقي لعاصمة الولاية جيجل التي شرعت السلطات المحلية المختصة بها، في عملية التوزيع المسبق التي تبعها تسليم مفاتيح هذه الشقق لأصحابها الذين لا يزال أغلبهم يقطنون في البيوت القصديرية الهشّة بمنطقة 40 هكتارا، على تنظيم وقفة احتجاجية للمطالبة من المصالح المعنية الإسراع في عملية التهيئة الخارجية وبعض الأشغال التي من شأنها أن تحسّن من الوضعية التي يشهدها هذا الحي السكني الجديد، وهي المطالب التي وعدت ذات المصالح بالنظر فيها ودراستها حسب أهميتها وأولويتها، قبل تسويتها على أن تتم العملية في أقرب الآجال الممكنة، في وقت لا تزال فيه معاناة سكان منطقة 40 هكتار متواصلة.