السكن، الماء الشروب، الغاز الطبيعي والكهرباء من أهم مطالب السكان تشهد بلدية ذراع الميزان التي تبعد ب 45 كلم جنوب غرب مدينة تيزي وزو تأخرا كبيرا في المجال التنموي والذي مس كل القطاعات، حيث لم تستفد من حقها التنموي بالطريقة الذي استفادت به المناطق الحضرية الكبيرة بولاية تيزي وزو، ولا يزال السكان يعيشون معاناة يومية جراء مشكل السكن، الماء الشروب، الكهرباء والغاز الطبيعي، حيث عرفت البلدية منذ بداية السنة الجارية احتجاجات متكررة يطالب السكان في الأحياء والقرى التابعة للبلدية بحقهم من التنمية. لا يزال اسم ذراع الميزان ومنذ الاستقلال مرتبطا بالجانب التاريخي باعتبارها المنطقة التي قدمت لجيش التحرير الوطني 5 شخصيات تاريخية بارزة برتبة عقيد وهي: كريم بلقاسم، علي زعموم، علي ملاح، أعمر أوعمران، سليمان دهيلس، وكذا الآلاف من الشهداء الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر، لكن هذه المنطقة لا تزال تعاني التهميش في شتى المجالات ولم تستفد من حقها التنموي الذي يتلاءم مع مطالب السكان، ولا حتى من تجسيد مشروع لنصب تذكاري يخلد الشخصيات التاريخية الخمسة لأسباب تبقى مجهولة. السكن .. الملف الساخن الذي يؤرق السكان الزائر لبلدية ذراع الميزان يلمس بعض التغييرات في المجال السكني، حيث تعرف المدينةالجديدة تزايدا ملفتا للانتباه لعدد العمارات والمشاريع السكنية الجديدة بكل أنواعها على غرار السكنات الاجتماعية والسكنات التساهمية والسكنات التي جاءت في إطار برنامج القضاء على السكنات الهشة، حيث تتواجد العديد منها في سير الإنجاز أما البعض الآخر فهي تنتظر بعض الأشغال الخفيفة لتوزيعها على المستفيدين. لكن وبعد الاقتراب من السكان والحديث معهم في ملف السكن تتأكد أن أزمة السكن تعتبر الهاجس الحقيقي واليومي التي تؤرق السكان، وفي هذا الصدد أجمع العديد من الذين تحدثنا إليهم إلى أن الحصول على مسكن بذراع الميزان أصبح من المستحيلات ومن الأحلام التي يصعب تحقيقها، فالمواطنون أرجعوا ذلك إلى كثرة الطلب على السكن وأن أغلب العائلات بذراع الميزان هي بحاجة للسكن، وهو الأمر الذي كشفه أحد المنتخبين بالمجلس الشعبي لبلدية ذراع الميزان، مشيرا إلى أن البلدية استقبلت الآلاف من طلبات السكن “عدد المشاريع السكنية التي استفادت منها البلدية ضئيل جدا مقارنة بالطلب" واعترف قائلا: “ملف السكن بذراع الميزان أصبح يؤرق المسؤولين قبل المواطنين لأننا عاجزين عن تلبية طلبات المحتاجين والسبب في ذلك أن ذراع الميزان تعاني من التهميش من طرف الجهات المسؤولة ولم تخصص لها مشاريع سكنية بمستوى الطلب". وفي سياق ملف السكن، فالمتجول بمدينة ذراع الميزان وأحيائها يصطدم بالواقع المر بسبب الانتشار الكبير للبيوت الهشة في كل مكان، وخصوصا تنامي البيوت القصديرية، وهي الوسيلة التي يجدها أرباب العائلات الوحيدة لمجابهة أزمة السكن. حيث يعتبر حي الاستقلال المنطقة التي تنتشر فيه البيوت القصديرية كالفطريات، وهو الحي الذي يعاني من تردي الوضعية العامة في جميع المجالات بما فيها في التهيئة العمرانية والنظافة، حيث أكد السكان أنهم سبق وأن نظموا حركات احتجاجية بصفة متكررة للمطالبة بترحيلهم إلى سكنات لائقة، مشيرين إلى أن البلدية وعدتهم بالتكفل بمطلبهم، وفي هذا الصدد أكد منتخب محلي ببلدية ذراع الميزان أن البلدية قررت هدم البيوت القصديرية المتواجدة بحي الاستقلال واستغلال القطعة الأرضية لإنجاز سكنات اجتماعية لائقة لفائدة عائلات هذا الحي. وكشف أن البلدية أحصت 426 سكن هش بعدة قرى تابعة لها على غرار قرية معمر وقرية بوفحيمة، حيث ينتظر التكفل بهم في إطار برنامج القضاء على البيوت الهشة. وفي مجال السكن دائما لا تزال السكنات التي اقتحمها سكان ذراع الميزان سنة 2001 على خلفية أحداث الربيع الأسود تتواجد في خانة المجهولة، حي لم يتم تسوية وضعية مقتحميها رغم مرور 11 سنة على استغلالها، وأكثر من ذلك فهذا الحي لا يزال يعيش فوضى عارمة وقاطنوها يعيشون أوضاعا صعبة وأكثر من أن يتحملها بشر بسبب غياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة، وغياب قنوات الصرف الصحي وعدم ربط السكنات بالتيار الكهربائي، فكل عائلة اعتمدت على نفسها لربط منزلها بالكهرباء من الجيران، ما خلق فوضى في الأسلاك الكهربائية، ناهيك عن أزمة العطش التي يعيشها سكان هذا الحي، فضلا عن الانتشار الكبير للأوساخ وغياب النظافة في الحي وتسرب المياه القذرة الأمر الذي يهدد القاطنون بأمراض وبائية، حيث أكد بعض السكان أن العديد من الأطفال أصيبوا بأمراض الحساسية وأمراض العيون والأمراض الجلدية وغيرها من أنواع الأمراض بسبب غياب النظافة بالحي. ويشكو المستفيدون من 40 مسكنا إجتماعيا تساهميا بذراع الميزان من تأخر ربط سكناتهم بالكهرباء والغاز الطبيعي رغم مرور 4 سنوات عن استلام المشروع، وأرجعوا السبب إلى رفض صاحب المشروع مواصلة الأشغال رغم أن مؤسسة سونلغاز خصصت مبلغا ماليا قيمته 39 مليون سنتيم لشبكة الكهرباء و89 مليون سنتيم لشبكة الغاز. وأكثر من ذلك، تعيش العشرات من العائلات بقرية معمر على صفيح ساخن بسبب تردي وضعيتهم السكنية، والتي تعود للعهد الاستعماري، وكذا الانتشار الكبير للسكنات الهشة، وكشف ممثل السكان أن مصالح البلدية أحصت منذ سنوات عدد السكنات ووعدت السكان بإيجاد حل عاجل لكن إلى يومنا هذا لا يزال الملف عالقا، وخلال الآونة الأخيرة تأزمت أمورهم بعد مشكلة انجراف التربة التي تعرفها المنطقة وكذا مطالبة صاحب الأرضية التي شيدت عليها تلك السكنات بهدم المنازل، وهي القضية التي فصلت فيها العدالة. فحاليا يتواجد السكان في مصير مجهول عن مستقبلهم ووضعيتهم السكنية رغم أن مسؤولي بلدية ذراع الميزان وعدوهم في شهر جوان المنصرم بالتعجيل في إيجاد حل لهم. من جهة مقابلة، تعرف العديد من القرى التابعة لبلدية ذراع الميزان والتي يفوق عددها 15 قرية تعيش أزمة حادة في السكن، حي لا يزال ملف السكن الريفي يطرح نفسه بقوة وأن عدد العائلات التي قدمت ملفاتها للبلدية لا تزال تنتظر حصولها على المساعدة، وكشف السكان أن بعض الطلبات يعود تاريخ إيداعها إلى سنوات 2007 و2008، وفي هذا الصدد أكد مصدر من بلدية ذراع الميزان أن البلدية تواجه صعوبات حادة في منح المساعدات في السكن الريفي لكل العائلات وأرجع سبب ذلك إلى تخصيص الولاية والمديرية المعنية حصة ضئيلة للبلدية وغير قادرة على تلبية مطالب القرويين في السكن، وكشف أن البلدية ونظرا لقلة الحصة المقدمة لها أصبحت تتعامل بطريقة الأولوية ومنح المساعدة للعائلات التي تعاني أزمة حادة في السكن، وتوزيعها بالتساوي على القرى. الماء الشروب، الغاز الطبيعي والكهرباء.. ثالوث يؤرق سكان قرى ذراع الميزان المشاكل التي تعيشها بلدية ذراع الميزان لا تنحصر فقط على المدينة وأحيائها ومناطقها الحضرية بل تعتبر القرى التابعة لها الأكثر تضررا والتي لا تزال إلى يومنا هذا تعيش ظروفا طبيعية قاسية، ويعتبر مشكل أزمة الماء الشروب والغاز الطبيعي والكهرباء الثالوث الحقيقي الذي يؤرق السكان ويعتبر هاجسهم اليومي حيث لا تزال العائلات بالقرى على غرار سنانة، معمر، هنية، إشوكران، ثازروث عواوضة، رواشدة، بوفحيمة وغيرها من القرى تعيش معانات شبه يومية في انقطاع الماء الشروب ومواصلة رحلة البحث عن المادة الحيوية. وحسبما أكده أحد أعضاء لجنة قرية سنانة فإن انقطاع الماء يدوم أحيانا أكثر من شهر، وفي بعض القرى يتراوح بين 15 يوما وشهرا. كما تواجه قرى ذراع الميزان مشكلة الانقطاع المتكررة للتيار الكهربائي وهذا في فترة الصيف وفترات الشتاء، ورغم الشكاوى والمراسلات التي رفعها السكان لمؤسسة سونلغاز إلا أن المشكلة -حسبهم- لا تزال قائمة وتصنع معاناة السكان. كما لا يزال سكان العديد من القرى يحلمون بربط منازلهم بالغاز الطبيعي، ويصر السكان على تجسيد المطلب خصوصا وأن المنطقة تشهد درجات حرارة منخفضة جدا في فصل الشتاء وتمسها الثلوج في كل سنة. تجدر الإشارة إلى أن هذا الثالوث الذي تعيشه قرى ذراع الميزان دفع بسكانها في العديد من المرات إلى الاحتجاج بغلق الطريق الوطني رقم 25 وغلق مقري البلدية والدائرة للمطالبة من المسؤولين التدخل وأخذ انشغالاتهم بجدية. كما تجدر الإشارة إلى أن أزمة الماه الشروب وانقطاع التيار الكهرباء تعيشه كذلك الأحياء المتواجدة بمدينة ذراع الميزان. شاحنات الوزن الثقيل تخنق مدينة ذراع الميزان وعناصر المافيا تزرع الرعب وسط السكان تواجه مدينة ذراع الميزان فوضى عارمة في حركة المرور، وأصبحت ظاهرة الازدحام الجحيم اليومي الذي يعيشه السائقون والمواطنون على حد سواء، وعجزت السلطات على إيجاد حل لهذا المشكل منذ سنوات ورغم تفاقم الظاهرة، حيث يضطر المستخدمون لهذا الطريق على قضاء وقت طويل للدخول أوالخروج إلى ومن مدينة ذراع الميزان. وينطلق طابور المركبات والشاحنات من مدخل المدينة بثانوية علي ملاح إلى غاية المخرج الغربي للمدينة. وكشف المواطنون عن أن شاحنات الوزن الثقيل التي تستخدم هذا الطريق بكثافة هي التي تسبب في الازدحام، حيث تضطر على المرور من وسط المدينة خصوصا أن هذا الطريق ضيق ويعرف حركة مرور كثيفة من كل أنواع المركبات والحافلات كونه يعتبر الشريان الرئيسي الذي يربط العديد من الولايات على غرار البويرة والمسيلة والجلفة وبرج بوعريرج وسطيف وغيرها. ولمسنا خلال تواجدنا بذراع الميزان أن الباعة الفوضويين الذين يصطفون بمركباتهم على حافة الطريق بوسط المدينة لبيع البطيخ والخضر والفواكه يساهمون أيضا في خنق حركة المرور. هذا، وكشف مصدر من بلدية ذراع الميزان، أن البلدية رفعت عدة شكاوى ومراسلات للجهة المسؤولة قصد التدخل لإنجاز طريق اجتنابي، مشيرا إلى أن البلدية استفادت من مشروع طريق اجتنابي بغلاف مالي قيمته 20 مليار يتم إنجازه من الناحية الغربية للمدينة، وينتظر أن يفك هذا المشروع الخناق عن المدينة بعد انتهائه. من جهة مقابلة، أكد السكان أن مدينة وبعض أحياء ذراع الميزان تعرف حالة أمنية متردية، مشيرين إلى أن ظاهرة الاعتداءات أصبحت تأخذ أبعادا خطيرة وهذا في عدة أماكن لاسيما على مستوى السوق الشعبي للبلدية الذي يشهد إقبالا هائلا من الزبائن، حيث يستغل عناصر المافيا المحلية الفرصة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. وحسب السكان، فإن هؤلاء المنحرفين يعتدون على المواطنين في سوق الخضر ويقدمون على جردهم من أموالهم وممتلكاتهم أمام أعين المارة. وكشف محدثونا أن عناصر هذه العصابات تتوافد بأعداد كبيرة في فترات المساء والليل إلى المكان المحاذي للسوق الشعبي، حيث تكثر فيه الحانات ويستهدفون المواطنين. ناهيك عن تردي الوضع الأمني على مستوى الأحياء في فترات الليل، ولم يخفِ السكان أنهم يمتنعون للخروج تجنبا لتعرضهم لمكروه. وأكدوا أن المنطقة تسجل حالات اعتداء يوميا، وينتظر السكان تدخل مصالح الأمن لتنظيف مدينة ذراع الميزان وأحيائها من هذه العصابات التي زرعت الرعب والخوف في نفوس المواطنين.