موقف الدبلوماسية الاسبانية من ملف الصحراء الغربية و تحاملها على الرباط جعلها تتعمد التشويش عليها من خلال ملاحقة 11 مغربي قضائيا باعتبار أن سيما المغرب تستعد لخوض الاستحقاقات الاممية حول ملف البوليزاريو . من جهتها، استنكرت الرباط و بشدة من الاجراء و اعتبرته محاولة من اجل احياء المهزلة التاريخية بعد أن جمدت مطالب المغرب مدريد الترابية والسيادية في سبتة ومليلية المحتلتين، حيث غاب الملف نهائيا عن خطابات المسؤولين ومنهم الملك محمد السادس، علما أن الملك كان قد تعهد في نوفمبر 2007، تاريخ زيارة ملك اسبانيا السابق خوان كارلوس الأول للمدينتين، بشن هجمة دبلوماسية في المحافل لاستعادة المدينتين، وما حصل هو الصمت. في الوقت ذاته، يقدم خدمات في محاربة الهجرة السرية ومنها بدء قبول المهاجرين الذين يتسللون الى سبتة ومليلية، علما أنها في الماضي لم يكن نهائيا يقبل بذلك. أما الصفعة الثانية التي تلقتها اسبانيا من نظيرتها المغربية التي رفضت في آخر لحظة السماح لطائرة اسبانية سنة 2009 كانت تقل المناضلة الصحراوية اميناتو حيدر بالهبوط على أرضية مطار العيون المحتلة رغم أنها أعطت موافقتها المبدئية على ذلك. وسجلت المملكة المغربية في بيان لها صدر أمس السبت أن توقيت إحياء هذه القضية "المزعومة" ، بالتزامن مع اقتراب الاستحقاقات الأممية السنوية المتعلقة بملف الصحراء المغربية يدل بشكل واضح على الأطراف ، المعروفة جيدا، التي تقف وراء هذه المناورة وتكشف أجندتهم السياسية الحقيقية. وخلص البلاغ إلى أن المملكة المغربية متشبثة بتعزيز علاقات حسن الجوار البناء والشراكة الاستراتيجية المتميزة التي تربط بين المملكة وإسبانيا، وستعمل من أجل حماية هذه العلاقة من أي مناورات للتشويش يحيكها خصوم هذه العلاقة. للاشارة، اتهمت السلطات القضائية في إسبانيا منذ يومين، 11 مسؤولا مغربيا سابقا، بارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في الصحراء الغربية عبر "هجمات ممنهجة" استهدفت المدنيين ما بين 1975 و1991، وأصدرت مذكرات اعتقال بحق سبعة منهم. ومن بين المتهمين، حفيظ بن هاشم، الذي تقلد مناصب أمنية رفيعة في وزارة الداخلية المغربية، والمدير العام السابق لمقر قيادة القوات المسلحة عبد الحق لمدور، وقائد الدرك الملكي في إقليم السمارة التابع للصحراء الغربية، الكولونيل إدريس السباعي، وسعيد واسو الذي كان حاكما للسمارة بين 1976 و1978 وحسن أوشن الذي خلفه في المنصب.