أثارت حادثة الفيديو المصور الذي تظهر لقطاته تحريض مجموعة شباب لكلب لافتراس طفل بوهران، والذي تداولته صفحات التواصل الاجتماعي و«اليوتوب» وحتى بعض القنوات الفرنسية، موجة غضبا واستياء بالشارع الجزائري عامة والوهراني على وجه الخصوص، الذي استنكر مثل هذه الأفعال اللاإنسانية المرتكبة في حق الأطفال الذين أصبحوا ضحايا شباب ينتمون لعصابات إجرام تنعدم لديهم كل مشاعر الشفقة والرفق بهذه الشريحة من المجتمع. النائب العام بمجلس قضاء وهران يأمر بفتح تحقيق أمني "النهار" كانت السبّاقة في اكتشاف وفضح هذا الفيديو المريب، أين يقوم شباب بتحريض كلب من النوع الألماني لافتراس طفل عقابا له على التلفظ بكلام نجهله ويعلمه فقط مرتكبو هذا الفعل المشين، لقي ردود فعل عديدة تدين هذا الفعل وتطالب بمعاقبة المتورطين فيه، حيث ومباشرة بعد نشر الفيديو عبر قناة «النهار»، أمر وزير العدل شخصيا النائب العام لدى مجلس قضاء وهران بفتح تحقيق في الأمر، أين تم إبلاغ مصالح الأمن الولائي لوهران التي فتحت تحرياتها في الأمر للوقوف على ملابسات الحادثة المريعة، حيث وفي ظرف زمني قياسي تمكنت ذات المصالح من تحديد مكان الواقعة، أين تم التنقل إلى منزل الضحية الذي يقطن بحي ابن سينا الشعبي «تيريڤو» سابقا. سيناريو الدعابة للإفلات من العقاب عائلة الضحية «أيمن نور الإسلام» البالغ من العمر 7 سنوات يدرس بالسنة الأولى ابتدائي، حاولت التستر في أولى تحقيقات الأمن عن الجريمة المقترفة في حق فلذة كبدها لأسباب غامضة، وأكدت أن الحادثة التي وقعت قبل 3 أشهر لم تكن سوى دعابة من بعض الشباب من قاطني الحي متعودين على المزاح مع ابنهم، لكن وبالتمعن في تصريحاتهم تم التماس بعض التناقض، فمنهم من قال إن الكلب «تاع الحومة» ومنهم من قال إنه ملك للطفل الضحية الذي وبالعودة إلى مشاهد الفيديو ممكن أنه كان يلعب مع الحيوان المفترس حسبما صرحوا به، لكن الأكيد أنه لم يكن يختلق الخوف المتجلي في بكائه وصراخه وتوسلاته بتركه حسبما تظهره لقطات الفيديو دائما. الأمن يوقف 4 متورطين بعد تحريات حول الفيديو المسرب مصالح الأمن وبعد مواصلة تحقيقاتها تمكنت من الوصول إلى المتورطين، ويتعلق الأمر بأربعة أشخاص تم توقيفهم في انتظار مثولهم أمام العدالة بالتهمة المنسوبة إليهم، فيما تم نقل الطفل الضحية إلى مصالح الطب الشرعي بمستشفى وهران الجامعي لإخضاعه للفحص، أين تم التأكيد على أن الواقعة جرت قبل ثلاثة أشهر وبعد إخضاعه للمعانة الطبية فإنه لا يعاني من أي أعراض نفسية ولا جسدية. طفلة أخرى تعرضت لحادثة مماثلة ثم أصيبت بالسكري من شدة الخوف "النهار" تلقت منذ صباح أمس، العديد من الاتصالات الهاتفية بمكتب وهران الجهوي من طرف مواطنين استنكروا الحادثة التي تعرض لها الطفل «أيمن» التي مست وأساءت لصورة الجزائر والجزائريين، خصوصا أن بعض القنوات الفرنسية قد أداعتها وصوّرتها على أنها من أكبر الجرائم المقترفة في حق الطفولة وتستدعي تدخل منظمات حماية الطفولة، من بينها اتصال سيدة من وهران أكدت أنه سبق وتعرضت طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات لنفس الأمر وبنفس الحي ومن طرف أحد الموقوفين قام بترهيبها باستعمال كلب مفترس آخر من نوع «بيتبول» اضطرت عائلتها أمام تكرر صور أفعالهم اللاإنسانية والشيطانية إلى بيع منزلها الكائن بحي ابن سينا والانتقال إلى حي آخر، كما أكدت أن الطفلة الضحية قد أصيبت بمرض السكري بعد الذي تعرضت له من ترعيب وترهيب. سكان حي «تيريڤو» يفسرون الحادثة بغياب مساحات لعب للأطفال قاطنو حي ابن سينا الشعبي المعروف بولاية وهران، صرحوا ردا على الفيديو المذاع والمتداول عبر صفحات التواصل الاجتماعي، تم إعطاؤه أكثر من حجمه، مؤكدين أن ترجمته شهدت بعض التضخيم كون الحادثة مجرد دعابة ليس إلا، وفسرّوها أو حاولوا تبرئتها بغياب مساحات لعب للأطفال وعدم قيام المسؤولين المحليين بولاية وهران لدورهم في الاستماع والاستجابة لانشغالاتهم.