خلفت حادثة الطفل أيمن نور الإسلام، منذ تداول الفيديو على موقع اليوتيوب، الذي يصور تعرضه للاعتداء من طرف كلب من نوع "الراعي الألماني"، صدى واسعا، ليس على مستوى ولاية وهران أو الجزائر بل تعدى صداها إلى خارج الوطن، حسب أصداء تلقتها "الشروق". ولمعرفة القصة كاملة تنقلت "الشروق" أمس، للبحث عن مكان سكن العائلة لتقصي وقائع الحادثة التي أثارت ضجة إعلامية كبيرة وتنديدا واسعا. عن تفاصيل الحادث، تروي لنا عائلة الطفل "أيمن"، القاطنة في الحي الشعبي 6 شارع محمّد بن قطاط، التابع للقطاع الحضري ابن سينا المعروف بفيكتور هيغو سابقا، تفاصيل الكابوس، أين صرح ل "الشروق" بعكية نور الدين، وهو أبو الطفل أيمن، أنّه تألم كثيرا عند رؤيته الفيديو الذي يصور تعرض ابنه للاعتداء مشيرا إلى عدم علمه بالقضية إلاّ عبر الأنترنت، علما أنّ الواقعة جرت منذ نحو شهر وعشرة أيام، وبدا الوالد مرهقا، فالعائلة لم تنم منذ ليلة أول أمس، بسبب التحقيقات التي باشرتها مصالح الأمن حيث بقيت العائلة منذ الساعة العشرة ليلا حتى الرابعة صباحا عند مصالح الأمن على خلفية التحقيق في القضية، أمّا نهار أمس فظلّت العائلة متنقلة بين مصالح الأمن والعدالة لإكمال إجراءات التحقيق. من جانبها، والدة الطفل أيمن، السيدة "ح. ب"، هي الأخرى، قد بدا الحزن على وجهها، حيث صرحت ل "الشروق" أنّ: "... الظروف الاجتماعية القاهرة هي التي أخرجت أيمن إلى الشارع.. أين يلعب ؟" وتضيف الأم في حسرة: "عندي 11 ابنا ولا نملك سوى "مسكن" لا يصلح لشيء متكون من غرفة لا تتعدى مساحتها بضعة أمتار ومطبخ، فأولادي مسكنهم أصبح الشارع في ظل فقدانهم سكنا لائقا يحفظهم ويؤويهم".. وهو ما جعلها تطالب الوالي بالتدخل ومنحهم سكنا يحفظ كرامتهم. ولمست "الشروق" تضامنا وتعاطفا واسعا من طرف جيران العائلة.
الطفل أيمن: الكلبة "زيغوما" أرعبتني رغم تعودي اللعب معها أكد، أمس، الطفل أيمن إسلام ل "الشروق"، أن الكلبة التي تظهر وهي تهاجمه في فيديو نشر باليوتيوب، تدعى "زيغوما" وكان يحب اللعب معها دوما رغم أنها أثارت خوفه يوم الواقعة. وفي هذا الشأن، تأتي تصريحات والدته التي تقول: "ابني كان محبوبا من الجميع حتى الحيوانات، ولم يتعرض لأي جرح من هذه الكلبة" وتضيف: "أيمن بطبيعته يحب مداعبة الكلاب". فيما أبدى والد أيمن عدم رضاه عن الفعل الحاصل وقال: "صحيح أن ابني لم يتعرض لجروح من هذا الحيوان، لكن الفيديو كان يظهر أن ابني كان مفزوعا جدا، وهو ما يجعلني غير راض عن الفعلة". حيث إن أيمن، الذي يبلغ من العمر 7 سنوات، يدرس في السنة الأولى ابتدائي، يحب اللعب خارج البيت حسب تصريحات والدته، كون عائلته تعيش أزمة سكن، حيث يقطنون في غرفة واحدة صغيرة الحجم وهم 13 فردا، الأمر الذي، تقول الوالدة: "يجعل أيمن يتضايق ويخرج إلى اللعب خارجا".
الشخص الذي نشر الفيديو موجود بأوروبا أورد والد الطفل أيمن أن من وضع الفيديو على اليوتيوب هو شخص موجود بدولة أوروبية، وكان إنزال هذا الفيديو على موقع التواصل الاجتماعي قبل يومين، فيما الحادثة تعود أطوارها إلى شهر و10 أيام. علما أن "الكلبة" المعنية بالحدث تدعى "زيغوما" وهي ملقحة وأليفة، غير أن الأحداث الأخيرة جعلت مصالح الأمن تأخذها وتحجزها.
أفراد عائلة أيمن... فضحونا في اليوتيوب أكد أفراد عائلة الطفل أيمن أن إنزال الفيديو باليوتيوب عرضهم لفضيحة كبيرة، لأن الجميع سمع بما حدث إلى درجة أن أحد معارفهم بكندا اتصل بهم وطالب بتوضيحات عن الفعل الحاصل بوهران.
المحامي براهمي: القانون يعاقب من يعرض طفلا للخطر قال المحامي حسان براهمي، إن قانون العقوبات يعاقب كل من ترك طفلا غير قادر على حماية نفسه، عرضة للخطر، في أي مكان، بعقوبة قد تصل إلى ثلاث سنوات حبسا، إذا كان المكان خاليا من الناس، وإذا كان المكان عامرا بالناس تصل إلى سنة حبسا، وأضاف براهمي، في تصريح ل "الشروق" أنه إذا كان ذلك الفعل الخطير قد ارتكب من أصول الطفل (والديه) أو بمشاركتهم، فالعقوبة تضاعف، إلى حد سنتين حبسا نافذا. وهذا حتى إن لم ينتج عن ذلك أي مرض أو أي عجز للطفل. واقترح المتحدث إدراج مادة في مشروع قانون حماية الطفل، "تعاقب كل من يحرش حيوانا على طفل عاجز، ولو كانا والديه".
توقيف أربعة متورطين في القضية تمكنت، أول أمس، مصالح الأمن بوهران، من توقيف أربعة أشخاص بحي "ابن سينا" الشعبي، قاموا باستعمال كلب شرس لإرعاب طفل لا يتجاوز عمره 7 سنوات يسمى "ب. أيمن"، حيث تمّ في الفترة الأخيرة تداول فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" وإحدى القنوات التلفزيونية الفضائية، يظهر حادثة خطيرة، تتمثل في استعمال كلب من قبل شبّان لتخويفه وتهديده، وهي الحادثة التي وقعت حسب مصالح الأمن منذ نحو شهرين، إلاّ أنّ والدي الضحيّة لم يقدّما شكوى رسمية، وبعد تداول الفيديو المذكور الذي أثار ردود فعل متفاوتة حول سلوكات مشينة تجاه طفل يدرس في السنة الأولى ابتدائي، تدخّل النائب العام لدى مجلس قضاء وهران وحرّك الدعوى العمومية، لتقوم مصالح الشرطة على إثر ذلك بالتحقيق في القضيّة، وتمّ تحديد الحيّ الذي يقيم فيه الضحيّة وكذا المتّهمون ليتّم توقيفهم مع استرجاع الكلب الذي استعمل في الحادثة، كما تمّ إحالة ملف المتّهمين على العدالة. ويجدر الذكر أنّ ظاهرة استعمال الكلاب تكرّرت في الفترة الأخيرة من قبل عصابات تستعملها في الاعتداءات بغرض السرقة وأيضا في الشجارات.