أعلن إسماعيل هنية، رئيس الوزراء الفلسطيني في الحكومة المقالة ، انتصار الشعب الفلسطيني في الحرب الصهيونية الشرسة على قطاع غزة التي استمرت اثنين وعشرين يوماً. معتبراً أنه "نصر إلهي رباني". كما شدد في خطاب متلفز ليلة أمس على ضرورة انسحاب الجيش الصهيوني من قطاع غزة "انسحاباً تاماً وكاملاً وبلا قيد أو شرط، وفتح المعابر ورفع الحصار وعدم السماح مجدداً لغزة وشعب غزة بعد هذه التضحيات العظيمة والدماء الغزيرة أن يعودوا إلى مآسي الحصار البغيض"، مشدداً على ضرورة العمل على استكمال الخطوات التي بدأناها اليوم"، في إشارة إلى وقف إطلاق النار تمهيداً لانسحاب الاحتلال ولرفع الحصار وفتح المعابر. وقال هنية، الذي اعتبر ما جرى انتصاراً شعبياً و أممياً وإنسانياً: "نحن في لحظة تاريخية وانتصار تاريخي، إن هذا الانتصار يفتح الباب واسعاً أمام حتمية النصر الأكبر، والمتمثل بالتمسك بحقوقنا وثوابتنا وتحرير أرضنا وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس والإفراج عن كافة أسرانا وأسيراتنا من سجون الاحتلال وعودة اللاجئين إلى ديارهم وأرضهم التي هجروا منها". وأضاف في الخطاب الذي ألقاه بنبرة المنتصر: "سنجعل من هذا الانتصار منطلقاً نحو استعادة الوحدة الوطنية وإطلاق الحوار الداخلي بهدف الوصول إلى مصالحة وطنية شاملة وحقيقية"، داعياً إلى ضرورة تهيئة المناخ اللازم لإنجاح الحوار". وأشار إلى استمرار حكومته بالعمل "في قلب أجواء العاصفة" في متابعة أوضاع المعابر وتقدم المساعدات رغم شراسة العدوان وهمجيته، مشيرا إلى "أن الفوضى أو الفلتان الأمني لم يظهرا"، كما كان يراهن عليه الصهاينة. وأكد إسماعيل هنية على ضرورة إرسال لجان تحقيق دولية "للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبها العدو في قطاع غزة"، مطالباً بتقديم قادة الاحتلال إلى محكمة الجنايات الدولية. وأعلن هنية أن حكومته ستقدم إغاثات ومعونات عاجلة لكل العوائل والأسر التي هدمت بيوتهم أو تضررت منازلهم ومنافعهم بما يعينهم على إيجاد المأوى البديل وبسرعة، وستعمل على إعادة ما دمره الاحتلال، مطالباً في الوقت ذاته "أشقائنا في الدول العربية والإسلامية وفي المجتمع الدولي العمل وتحمل المسؤوليات على هذا الصعيد". و لم يفوت رئيس الوزراء الفلسطيني الفرصة ليقدم الشكر الخاص للجهود والمسيرات والتحركات في كافة أرجاء المعمورة "، مقدراً على وجه الخصوص دور العلماء والنخب والقيادات والمؤسسات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات حقوق الإنسان"، كما وجه التحية لكافة وسائل الإعلام والفضائيات "والتي نقلت للعالم حجم الجريمة من ناحية ومستوى الصمود والبطولة من ناحية أخرى"، مشيداً بالأطباء العرب وغيرهم الذين وصلوا إلى غزة، كما أبدى تضامنه مع "الأونروا" لما تعرضت له مدارسهم ومركزهم الرئيس في قطاع غزة من "اعتداءات وحشية".