لم يلتحق أي ميزابي بمعاقل الإرهاب خلال سنوات العشرية السوداء دعت الهيئة العليا لأعيان وعشائر وادي ميزاب، المسؤولين الجزائريين في أجهزة ومؤسسات الدولة وبعض وسائل الإعلام، إلى الابتعاد عن المعالجات الخاطئة والقراءات المغلوطة لما يحدث في غرداية، ومحاولة اختصارها في دعم وتحريض دولة شقيقة لأعمال العنف في غرداية، معتبرين أن ما شهدته المنطقة هو أزمة أكبر من اختزالها في شخص واحد أو مناوشات أطفال .وبدا من خلال بيان الهيئة أن أعضاءها ردوا بشكل ضمني على تصريحات أدلى بها كل من الوزير الأول، عبد المالك سلال، ومدير ديوان الرئاسة، أحمد أويحيى، عندما اتهما بشكل مباشر دولة شقيقة بالوقوف وراء التحريض الذي أجج الفتنة في غرداية. وقالت هيئة الأعيان في بيان لها تحوز «النهار» على نسخة منه، إنها لا تقبل بتاتا المزايدات على القيم الوطنية ولا تنتظر درسا من أحد في الوطنية والدفاع عن الوحدة والحفاظ على أمن واستقرار البلاد الذي اعتبرته خطا أحمر لا يمكن التعدي عليه، مشيرا إلى أن هياكلهم العرفية أفرزت شبابا ساهموا في بناء الجزائر والدفاع عنها، بدءا بالثورة التحريرية إلى اليوم، من خلال مؤسسات ومشاريع اقتصادية كبيرة، وبعيدا عن كل أفكار التطرف والعنف، وهو ما تجلى -حسبهم- في العشرية السوداء التي لم تسجل فيها الجزائر أي إرهابي ميزابي. وأبدت الهيئة في بيانها الذي حمل هذه المرة لغة متشددة، رفضها القاطع المساس أو الإساءة إلى هيئاتها ومؤسساتها العرفية، التي ظلت ولا تزال تعمل على وأد نار الفتنة، مطالبة في ذات الوقت بالتطبيق الصارم لقوانين الجمهورية، ومعاقبة كل المحرضين والمتسببين في الأزمة أيا كان انتماؤهم ودرجاتهم الاجتماعية والسياسية، مشددة على ضرورة الابتعاد عن الاتهامات المغرضة في حق المجتمع الميزابي. وطالب الأعيان الميزابيون أجهزة الأمن بتفعيل قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية، من أجل توقيف أشخاص ظلوا يحرضون علنا على قتل الميزابيين الإباضيين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي في صفحات لنشر الأحقاد والكراهية، وخوّنوا وكفّروا إخوانا لهم في الدين والوطن، واستباحوا أموالهم وأعراضهم بالاستناد على فتاوى تكفيرية. كما دعت الهيئة إلى ضرورة محاربة الفكر التكفيري الذي كاد يعصف بأمن الجزائر واستقرارها، مما استوجب دق ناقوس الخطر بعد أن أصبح الفكر التكفيري عاملا قويا في تأجيج الأوضاع في المنطقة، والذي يأتي -حسبها- من أبواق خارجية تستهدف وحدة الجزائر. واستنكرت في ذات الوقت، المسيرات العنصرية كالتي خرجت في متليلي وردد فيها أصحابها «لا إله إلا الله الإباضي عدو الله»، من دون أن تتحرك أي جهة رسمية لإدانة مثل هذه الأفعال، سعيا منها لتصحيح المفاهيم ومعاقبة من كان وراء تلك الشعارات التكفيرية، مطالبين بضرورة تصحيح بعض المغالطات التاريخية عن الميزابيين والتشكيك في وطنيتهم، وهم من قدموا مجاهدين أفذاذا من أجل استقلال الجزائر. وطالب أعيان ميزاب الأجهزة الأمنية بالكشف عن نتائج التحقيقات التي باشرتها قيادة الدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني، بشأن ما أثير من تجاوزات لبعض عناصر النظام العام خلال العامين الماضيين، ومعاقبة المتورطين منهم، موجهين لهم في ذات الوقت شكرهم على المجهودات التي بذلوها في غرداية من أجل حماية الأرواح والممتلكات وإعادة الأمن والاستقرار إلى كل المنطقة .واعتبرت الهيئة في بيانها أن من الأسباب التي ساهمت في تعفين الأوضاع في غرداية، استعمال مصطلحات غير مقبولة في وصف الخلاف والصراع الدائر في المنطقة، على غرار صراع دائر بين أتباع المذهب المالكي والإباضي، الذي كان المراد منه استعطاف المالكيين في القطر الوطني، وكذا صراع بين الميزابيين والأمازيغ وبعض عروش العرب، لمحاولة استمالة الأمازيغ في الجزائر وخارجها، وأحيانا مصطلح الأقلية الميزابية وفيه استهداف لوحدة الوطن من خلال ضرورة حماية الأقليات لتدويل القضية، مشيرا إلى أن أصل الخلاف صنعه أعداء الحضارة والنجاح وأعداء تقدّم وازدهار الجزائر.
موضوع : الهيئة العليا لأعيان وعشائر وادي ميزاب لا نقبل دروسا في الوطنية من أحد وتصريحات أويحيى وسلال معالجات خاطئة 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0