لا أحد راهن على وصوله للإحتراف في أحد أبرز النوادي البرتغالية هو الذي لاحقته الإنتقادات من كل حدب وصوب لما كان يحمل ألوان وفاق سطيف وشباب بلوزداد، فضل الرحيل للإحتراف في فنلندا في بطولة وصفها كثيرون ببطولة المتقاعدين، تحدى الغربة، البرد القارس وعرف كيف يفتك عرضا احترافيا في البرتغال لم يعرض على أفضل اللاعبين في الجزائر، خير الدين زرابي الذي تنفرد "النهار" بأول حوار له منذ احترافه في "السوبر ليغا" يحدثنا عن الكثير من الأمور التي ميزت مشواره الكروي. النهار : تنقلك من نادي TPS الفنلندي إلى نادي بيلينانس البرتغالي شكل مفاجأة للجميع فكيف تم انضمامك لهذا الفريق الشهير في البرتغال؟ ولماذا تعتبرونه مفاجأة، فليكن في علمكم أن الإتصال مع هذا الفريق يعود إلى الموسم الماضي وهذا بعد مشاركتي مع فريقي TPS في منافسة كأس "الأنتر طوطو" وهناك لفتت انتباه المناجير البرتغالي الخاص بفريق "بيلينانسس" والذي كان يتجول في مختلف البلدان الإسكندنافية وومنها فنلندا بحثا عن المواهب، وعلى الفور قام بالاتصال بمسؤرليه في البرتغال مؤكدا بأنه وجد مدافعا قويا في فلندا، وتطورت الأمور بالتدريج إلى أن أفضت لتعاقدي مع "بيلينانسس" خلال "الميركاتو" الجاري لمدة ثلاثة مواسم ونصف بعد أن تكفل شقيقي عبد الرؤوف وهو المكلف بأعمالي في نفس الوقت بتمثيلي خلال المفاوضات وبعد أن دفع ميسرو الفريق 150 ألف يورو مقابل شراء عقدي من فريقي الفلندي السابق، فيما استفدت من مبلغ محترم وامتيازات أخرى كالسكن والسيارة ولم يبقى أمامي سوى جلب زوجتي إلى هنا بعد أن أقوم بتسوية الإجراءات الإدارية. النهار :هل تؤكد بأن ماجر ساهم في انضمامك لهذا الفريق؟ صحيح فمسيرو بيلينانيسس استفسروا ماجر عني وهو على الفور زكاني لديهم وشجعهم على التعاقد معي. النهار :بحكم أنه يعرف والدك جيدا والذي لاعبا معه في النصرية ؟ (ينفعل) وهل تعتقد بأن الإحتراف على هذا المستوى يبنى على المحاباة و"المعريفة" كما يحدث عندنا، ماجر لم يقم بتزكيتي لأنه زميل سابق لوالدي وإنما لأنه مقتنع بأن مدافع جيد منذ أن تابعني قبل بضع سنوات من خلال مشاركتي مع المنتخب الوطني للأمال والذي كان يشرف عليه المدرب بن شيخة في دورة الصداقة الدولية والتي جرت في الدوحة القطرية، كما أن مسؤولو "بيلينانسس" لم يكتفوا بشهادة ماجر ومناجيرهم فهناك الأقراص وأشرطة الفيديو الخاصة بي والتي عاينوها بتمعن قبل أن يقرروا التعاقد معي. النهار :انضممت إلى الفريق السابق لجمال مناد أليس كذلك؟ بالفعل، ومناد ترك انطباعا جيدا هنا ومدرب الحراس هنا كان زميله في الفريق لكن مناد لايتمتع بالشهرة الخيالية التي يتمتع بها ماجر في البرتغال ككل وليس في بورتو فقط، ماجر هو نجم كبير بكل المقاييس. النهار :ألا ترى بأن تزكية ماجر لك حملتك مسؤولية كبيرة؟ أكيد وسأبذل المستحيل حتى أكون عند حسن ظنه بي وحتى أساهم في الحفاظ على المكانة المحترمة التي لازال اللاعب الجزائري يحظى بها هنا في البرتغال والتي بفضله ندين له بها. النهار :لست اللاعب الجزائري الوحيد الذي ينشط حاليا في البرتغال هناك رفيق حليش وقبله كان غيلاس فهل اتصلت بهما؟ من المفروض أن أكلمه اليوم الحوار أجري يوم أمس- بعد أن تحصلت على رقم هاتفه وأنا سعيد بتواجده هنا فهو صديق و"وليد حومتي" حسين داي أما غيلاس فشقيقي هو الذي اتصل به واستفسره عن بيلينانسس ولم يتردد غيلاس في تشجيعه مؤكدا له بأن الفريق من بين أفضل نوادي البرتغال. النهار :وهل بدأت المنافسة مع فريقك الجديد؟ ليس بعد، كنت بديلا خلال في أولى مباريات مرحلة الذهاب والتي جمعتنا بنادي بنفيكا وهذا بعد أن أكدت لمدربي بأنني لست جاهزا تماما لبدأ المنافسة، لكن من غير المستبعد أن أشارك خلال المباراة المقبلة أمام بورتو غدا. النهار :من فنلندا إلى البرتغال بنجومه الكبار كيف تعيش هذا التحول؟ صحيح أن الفارق شاسع مابين البطولة الفلندية والبطولة البرتغالية في كل الجوانب، فليس من السهل أن تجد نفسك مابين عشية وضحاها أمام نجوم كنت أراهم في التلفزيون على غرار" رييس" و"نونو قوميز" لكني لست مبهرا بما أراه وكلي عزم على فرض نفسي بالعمل والجدية اللتان كان دائما عملتي في سبيل النجاح خلال مشواري الكروي. النهار :أكيد أن انضمامك إلى ناد معروف في البرتغال قادما من البطولة الفنلدية دليل بأن هذه الأخيرة ليست بطولة اللاعبين المتقاعدين فقط؟ صحيح بأن البطولة الفنلدية متواضعة لكن ليست كل النوادي سواسية فالفريق الذي كنت أنشط فيه كان يلعب تصفيات كأس الإتحاد الأوربي والمستوى فيه كان عاليا جدا وأفضل بكثير مما كنا نراه في الجزائر وهنا أتساءل عن المستوى الذي نراه في الجزائر فلا أحد يقنع بأدائه بدليل النتائج المسجلة فباستثناء سطيف لا يوجد أي ناد تألق على المستوى الجهوي أو القاري، أنا منذ البداية كنت مؤمنا بأن فنلندا هي مجرد محطة فقط ولأجل ذلك تحملت كل الظروف الصعبة التي تميزها وخاصة بردها القارس. النهار :رغم أن أصولك من الصحراء وبالتحديد من ورڤلة؟ صحيح ولقد عشت لعدة سنوات هناك، لكن ما اعتبره سر نجاح عائلة زرابي من الوالد إلى أخي عبد الرؤوف هو الإصرار والرغبة في التحدي والصبر خاصة أمام الإنتقادات الكثيرة التي كنا نواجه بها. النهار :أكيد بأنك تذكرت كل الذين انتقدوك سواء في سطيف أو في بلوزداد عندما أمضيت في بيلينانسس؟ لم أتذكر أحدا لكنني أقول بأن تلك الانتقادات اللاذعة التي لاحقتني هي التي ساهمت بوصولي إلى هذا المستوى فلو كانوا قالوا بأن زرابي "مليح" لربما كنت اكتفيت وبقيت في الجزائر كما هو حال العديد من اللاعبين في بلادنا ممن اكتفوا بما حققوه فلم تكن لديهم الإرادة في تحقيق مشوار أفضل خارج الجزائر. النهار :زميلك في بلوزداد آيت وعمر كان لاعبا معك في TPS هل يمكن القول بأنه أخطأ عندما قرر العودة إلى الجزائر؟ هو لم يخطأ لأنه لم يعد إلى بلوزداد بمحض إرادته بل بسبب عدم حصوله على التسريح، وأؤكد لكم بأنه كان لاعبا أساسيا في الفريق والكل كان راض عن أدائه وافتقدوه كثيرا بعد رحيله، أنه لاعب جيد ولو كان واصلي معي لكان حتما قد تحصل على عقد احترافي في بطولة محترمة. انضمامك إلى نادي بيلينانسس يأتي في فترة يوجد فيه زميلك السابق في الوفاق عادل معيزة بدون فريق بعد أن فسخ فريقه الأهلي السعودي عقده وهو ما حدث من قبل لزميلك في النهار :بلوزداد ومنتخب الآمال عمرون ومترف فكيف تفسر ذلك؟ الاحتراف عالم لا يرحم، لست على علم بما حدث لمعيزة لكن رحيل مترف من فريقه كان لإعتبارات غير رياضية خاصة بالصيام. النهار :ألم يطرح هذا المشكل أمامك؟ في فنلندا لم يطرح تماما لأنه يحترمون الديانات، في البرتغال لست أدري النهار :بعد احترافك في البرتغال هل صار المنتخب الوطني الأول محطتك القادمة؟ حمل الألوان الوطنية كان دائما مصدر افتخار بالنسبة لي، وأتمنى أن أحمل قريبا ألوان الفريق الأول بعد أن كنت قد حملتها في مختلف الفئات الصغرى، وأنا رهن إشارة من المدرب الوطني أنا جاهز متى احتاجني.