أصدر الموقع الدولي IFFHS تصنيفه السنوي لأحسن البطولات العالمية، وجاءت البطولة الإنجليزية في المركز الأول متبوعة ببطولات أوروبية والبعض من أمريكا الجنوبية ، لكن ما يهمنا هو موقع البطولة الوطنية من هذه البطولات حيث تواجدت في المرتبة 48. وشمل التصنيف 100 دولة من كل القارات وتم اختيار البطولات التي ينجح ممثلوها في بلوغ المنافسات القارية والذهاب إلى أدوار متقدمة ومن ثم يكون بإمكان البطولة أن تحصد الكثير من النقاط. تأهل الشبيبة والوفاق ساهم في ذلك ومن أهم الأسباب التي تقف وراء هذا التحسّن الذي يتزامن والنهضة الكروية الجزائرية تأهل وفاق سطيف وشبيبة القبائل إلى دور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا، حيث تخطيا العديد من الأندية الإفريقية القوية أبرزها النادي الإفريقي التونسي وبيترو أتليتيكو الأنغولي اللذين خرجا على يد الشبيبة، وأندية أخرى أقصاها وفاق سطيف على غرار الشياطين السود الكونغولي، اتحاد دوالا الكاميروني وزاناكو الزامبي، وهو أمر ليس بالهين خصوصا أنه يتزامن وتأهل الجزائر إلى مونديال 2010 بالقارة السمراء. تأهل شباب بلوزداد هو الآخر له تأثير ولم تكتف الجزائر بالممثلين الكبيرين في دوري الأبطال بل أوفدت ممثلا ثانيا في منافسة كأس “الكاف“ كانت له تجربة في السابق لكنه غاب عن المحافل الدولية، إنه شباب بلوزداد الذي استطاع بتشكيلة شابة أن يبلغ الدور ثمن النهائي مكرر وسيحاول تخطي عقبة جوليبا باماكو ليصل إلى دور المجموعات، وبطبيعة الحال فإن الوصول إلى هذا الدور في حد ذاته ساهم في رفع قيمة البطولة الوطنية وسط العديد من البطولات الإفريقية والعربية الكبيرة. لأول مرة في التاريخ الجزائر بفريقين في دور المجموعات وفريق في “الكاف“ وتعد هذه المرة الأولى التي تنطلق فيها رابطة أبطال إفريقيا وكأس “الكاف“ ونجد ثلاثة ممثلين من الجزائر، ففي الماضي كان الوصول إلى الأدوار المتقدمة يقتصر على ناد واحد أو اثنين على الأكثر. السعودية الأولى عربيا والجزائر ثالثا وإذا كان الترتيب العالمي قد عرف سيطرة لبطولات أوروبا وأمريكا الجنوبية، فإن العرب كانت لهم كلمة وسط هذه الدوريات العالمية فقد حلت البطولة الوطنية في المركز الثالث عربيا وراء الدوري السعودي الذي احتل المرتبة 32 فيما جاء في المركز الثاني الدوري المصري الذي احتل المركز 34، وبذلك باتت البطولة الجزائرية من أحسن البطولات العربية. نيجيريا الأولى إفريقيا والجزائر رابعا أمّا على المستوى القاري فالبطولة الجزائرية أيضا احتلت مركزا مشرفا وهو المركز الرابع وراء البطولة النيجيرية التي احتلت المرتبة 30 وتبعتها البطولة المصرية في المركز 32 وخلفهما البطولة الأنغولية في المركز 42، فيما تحتل البطولة التونسية المركز 54 والبطولة السودانية المركز 55، والأكثر من كل هذا أن كوت ديفوار احتلت بطولتها المركز 77 وخلفها البطولة الكاميرونية في المركز 81، أما المفاجأة الكبيرة فهي من البطولة المغربية التي يبدو أنها تسير على خطى المنتخب وإلا كيف نفسر تواجدها في المركز 92. التفوّق على تونس والمغرب يعني الكثير وتعتبر البطولة التونسية من أقدم البطولات في عالم الاحتراف لكن هذا لم يسمح لها بالتواجد على الأقل في مركز مشرف إفريقيا أو عربيا، ولم تعد تصدر أندية إلى المراحل الأخيرة من البطولات الإفريقية مثلما كان يفعل النجم الساحلي والترجي التونسي وغيرهما من الأندية الكبيرة في تونس، والشأن نفسه بالنسبة للمغرب التي لم نجد منها لا الجيش الملكي ولا الرجاء والوداد البيضاويين، وعلى ضوء ذلك فإن البطولة الجزائرية بدأت تتحسّن قبل أن تدخل عالم الاحتراف. دخول عالم الاحتراف سيرفع قيمة الكرة الجزائرية وبما أننا على أبواب الانطلاق في عالم الاحتراف فإن البطولة الجزائرية قد نجدها مع الأوائل عربيا وإفريقيا ولم لا التواجد في مراكز متقدمة مع بطولات أوروبية كبيرة، ويعوّل المشرفون على الكرة الجزائرية أن تصبح لنا كلمتنا في كل المحافل الدولية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات. سعدان كان على خطأ لما رفض اللاعب المحلي ويتفق الجميع فيما يخص قضية اللاعب المحلي، فإذا أردنا أن نرفع المستوى فإنه يجب علينا أن نمنح الفرصة للاعب المحلي ليكون مع نظرائه المحترفين في أوروبا، فاللاعب المحلي الذي أوصل الوفاق والشبيبة إلى دور المجموعات في دوري أبطال إفريقيا يستحق أن يكون له مكان في المنتخب الأول والأيام ستكشف ذلك.