كشف عملاق صناعة السيارات الهندية "تاتا" Tata نهاية الأسبوع الماضي النقاب عن السيارة الصغيرة التي تعد الأرخص على الإطلاق، حيث لا يتعدى سعرها 1400 أورو، لتصبح بذلك الأكثر انتشارا لدى عامة الشعب، مما سيجعل الكثير من عمالقة هذه السوق يراجعون أسعارهم بما فيهم العمالقة الأوروبيون،لأن المنافسة ابتدأت لتوها. اذ كشف رئيس العملاق الهندي لصناعة السيارات السياحية و النفعية "تاتا TATA" الهندي "راتان تاتا " النقاب عن سيارة "نانو" الصغيرة و التي أطلق عليها بالموازاة اسم "سيارة الجماهير" خلال افتتاح أحد المعارض الرئيسية للسيارات في العاصمة الهندية نهاية الأسبوع الماضي،بالنظر لحجم تكلفتها التي تعبتر رمزية بالنسبة لسيارة. و تعتبر سيارة المدينة هذه الأصغر و الأرخص –على الإطلاق- في العالم اذ لا يتعدى سعرها 1400 أورو في الأسواق الأوروبية أي ما يعادل العشرون مليون سنتيم بالدينار الجزائري أو أقل،و تتميز هذه الجوهرة بتصميم جد مثالي،يجمع بين الفخامة و المرونة،لديها أربعة أبواب ومقدمة ناتئة، بصالون داخلي من الجلد، و تتسع لخمسة أشخاص، فيما لا تحمل النسخة العادية منها مرآة جانبية للراكب الأمامي، ولا حتى راديو، مع ماسحة واحدة فقط للزجاج الأمامي،أي أنها سيارة عملية،و ملائمة للمناطق ذات المناخ العادي و الجاف . و لمن يبحث عن الرفاهية،تقدم تاتا له السيارة مرفقة ببعض الإضافات الكمالية، كمكيف التبريد المصمم خصيصا لتحمل مناخ الهند القاري و المعروف بارتفاع نسبتي الرطوبة و الحرارة و هذا وفق سعر آخر لم تحدده الشركة و لكن يتوقع أن يكون أعلى بكثير من السعر الموضوع عليها حاليا. ويتوقع أهل الاختصاص و المتتبعون لنمو و سير هذا القطاع أن يخلق سعر السيارة"نانو" أزمة حقيقية على طرق الهند المكتظة أصلا، إذا ستتوفر إمكانية شراءها لعشرات الملايين من فقراء البلاد، مما سيزيد من حالة التلوث التي تعرفها البلاد،و ذهب البعض منهم للقول بأن العملاق الهندي لم يراع معايير الجودة و الصيانة في القطع المنتجة. غير أن رئيس الشركة ينفي ذلك و يقول أن "نانو" تلبي معايير السلامة، فيما يتعلق بضرر التلوث الناتج عن استخدامها، فهو أقل من ذلك الناتج عن الدراجات النارية المستخدمة بكثرة في الهند، مضيفا أن السيارة الجماهيرية "نانو" قد نجحت في اجتياز معايير انبعاث الغازات الضارة الأوروبية، كما أنها تتميز بمتوسط خزان يغطي مسافة 50 ميلا في الغالون. وترى الشركة الهندية أن "نانو" ستحدث ثورة في القطاع، فيما يعتقد المحللون أنها قد تدفع باقي المصنعين العمالقة إلى تخفيض سعر السيارات الصغيرة،و لجمهورنا الجزائري من ذوي الدخل المحدود نقول لهم تريثوا لأن العملاق الهندي سيكتفي بتسويقها حاليا في الهند ،على أن يفكر في تصديرها لاحقا.