السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وأسأله العلي القدير أن يهب الجميع موفور الصحة، وأن يريهم الحق حقا ويرزقهم اتباعه ويريهم الباطل باطلا ويرزقهم اجتنابه أما بعد : أنا زوجة لم تحسن الاختيار، بعدما رفضت صاحب الدين والخلق، واتبعت هوى النفس فاخترت العاطفة بعيدا عن العقل وكانت النتيجة زواجا لا يرتقي أبدا إلى المستوى الذي تحلم به المرأة، لأن الطرف الآخر رجل غير صالح ولا يخشى الله.سنوات قضيتها في كنف المشاكل، لأنه رفض الابتعاد عن رفاق السوء، فزوجي رجل يعشق الخمر والسهر، يقضي معظم أوقاته من دون عقل، حتى إذا خاطبته سخر منه وأطلق ضحكاته الهستيرية، لأنه يعيش في عالم غير الذي أعيشه، لقد حاولت معه كثيرا، لكن محاولاتي باءت بالفشل، فلم أجد بدا من طلب الطلاق، بعدما أصبحت حياتي معه لا تطاق، وعندما التمس الجدية وتمسكي بهذا القرار، وعدني بأنه سيُحسن من شأنه، وقد أعلن توبته ولم يعد يصاحب أولئك الرفاق، الذي قضوا على كل المعاني الجميلة في حياته بسبب طيشهم واستهتارهم. لقد فرحت كثيرا بتوبته، حمدت الله على فضله ونعمته، لاحظت بأن زوجي بات يبذل جهدا كبيرا لكي يحافظ على استقامته، فكنت أدعمه بالدعاء وأعمل كل ما في وسعي لكي يثبت على حاله، قضيت الأشهر الماضية من أسعد أيام حياتي، كيف لا وقد نعمت خلالها بوجوده بيننا ودخوله البيت مبكرا، لقد أحاطنا بالرعاية والاهتمام وكأنه بهذا التصرف كان يكفر عن تقصيره في القيام بواجباته، وكل هذا من فضل ربي الذي يهدي من يشاء وهو على كل شيء قدير.إخواني القراء يبدو أن توبته لن تدوم طويلا، لأنه عقد العزم على السهر ليلة رأس السنة، حيث أعلمني قبل أيام أنه سيسافر في مهمة عمل نهاية الشهر، فلم يطمئن قلبي لهذا الأمر، إحساس يراودني بأن الحنين لسنوات الضلال قد أبرق في نفسه الأمارة بالسوء، لذا فإنه يخطط لقضاء ليلة راس السنة كسابق عهده، فكيف أصده عن هذا الأمر، بعدما قطع شوطا كبيرا من الاستقامة وأجعله يحيد إلى طريق الشيطان. ياسمينة/ عنابة