قام مسؤولو متقنة يسر ببومرداس بمتابعة تلميذ قضائيا، بعد اتهامه بتسجيل أغنية ''راپ''، تسب وتشتم بعض مسؤولي المؤسسة دون الاكتفاء بمعاقبته بالمجلس التأديبي وتحويله إلى ثانوية أخرى. الأمر الذي اعتبره بعض الأساتذة، مجرد موهبة لدى المراهق، وجب تنميتها وتهذيبها لا قتلها في المهد. وحسب مصادر موثوقة ل''النهار''، فإن وقائع هذه القضية، التي هزت متقنة يسر، تعود إلى تاريخ 27 جانفي الفارط، أين تمكن المراقب العام من اكتشاف أغنية ''راپ'' مسجلة في أحد أجهزة ''MP4''، والذي يعود إلى أحد تلاميذ السنة أولى ثانوي، وذلك في إطار معاقبتهم وتجريدهم من هذه الأجهزة وكذا من الهواتف النقالة الممنوعة بالمؤسسات التربوية. وبعد سماعه لفحوى الأغنية، التي تضمنت مقاطع تسب وتشتم كل من المراقب العام ومراقبتين بذات المؤسسة، توصل إلى إتهام التلميذ ''خليفي عبد الرحمن''، من مواليد 24 مارس 1992، الذي يدرس السنة الثانية ثانوي في قسم العلوم التجريبية بنفس المتقنة، ومتابعته قضائيا بعد معاقبته بالمجلس التأديبي، بتهمة السب والشتم. ولقد تم تحويله أول أمس إلى ثانوية ''الإخوة توزوت'' بالثنية. من جهتها، تنقلت ''النهار'' إلى منزل ''عبد الرحمن'' ببلدية سي مصطفى، ونقلت شهادته، بعد انتشار الخبر بعدة مناطق والتنديد بعدم اكتفاء المسؤولون بالقرار التأديبي، الذين قاموا بمتابعته قضائيا، رغم أنه مجرد تلميذ لا يتعدى عمره17 سنة. انتشار الخبر بالمنطقة، خاصة بين زملائه، سهّل علينا مهمة الوصول إلى منزل عبد الرحمان وأثار فضولنا الصحافي للتعرف على هذا المراهق، الذي كنا نتصور أن يشبه في هيئته فناني ''الراپ'' و''الهيپ هوپ''، إلا أننا فوجئنا بصرامة والدته، خاصة بعد انفصالها عن والده وتحملها مسؤولية تربية عبد الرحمان بمساعدة أخواله وجده المتقاعد. وبعد الاستئذان من والد ''عبد الرحمن''، الذي اتصل هاتفيا بجده للاطمئنان على ابنه، دخل علينا المراهق، الذي كان على قدر كبير من الذكاء والرزانة، لتنجلي الصورة التي رسمناها له في مخيلتنا بادئ الأمر. ''لست صاحب الكلمات وسجلت الأغنية من الانترنت'' يقول ''عبد الرحمن''، الذي يعتبر واحدا من التلاميذ النجباء والأوائل بالمتقنة :''لست الفاعل، لقد اخطؤوا في حقي وتلاعبوا للإطاحة بي''. وبعد أن طلبنا منه أن يسرد لنا القصة من بدايتها، قال: ''بتاريخ الوقائع، طلب مني المراقب العام اللحاق به إلى مكتبه في حدود التاسعة صباحا، وسألني عن الأغنية، ومن الذي سجلها. وبقيت عنده لمدة ثلاث ساعات، حاول خلالها إقناعي أنه لن يسبب لي أي مشكل، إن أخبرته عن الفاعل. وفي الأخير أحضر ورقة وطلب مني أن أجرد تعهدا، قمت بكتابته والإمضاء عليه، والذي تضمن أنني سجلت الأغنية''، ثم يشرح : ''لم أفهم أنه سيستخدمه لرفع دعوى قضائية ضدي، لقد كتبت فيه أنني سجلت الأغنية، أي قمت بتحويلها من موقع الانترنت إلى جهاز MP4 ولست صاحب الكلمات أو الأداء. كما أنه لم يضبط بحوزتي أي جهاز مسجل فيه هذه الأغنية''. وعن صاحب الأغنية، يقول: ''أنا لا أعرفه، لقد تم تداول الأغنية بين العديد من التلاميذ وحتى التلميذات ولا أعرف من الذي وشى بي وذكر اسمي للمراقب العام''. لتتدخل الوالدة، التي حزّ في قلبها متابعة ابنها قضائيا: ''لم يلتحق ابني بالمدرسة منذ تاريخ 27 جانفي إلى غاية تاريخ تحويله إلى ثانوية الثنية بقرار من مديرية التربية أول أمس''. ولقد تم سماع ''عبد الرحمن'' من طرف قاضي التحقيق بمحكمة برج منايل في الحضور الأول، ليتم سماعه ثانية الأسبوع القادم. كما ندد العديد من الأساتذة بهذا الفعل، باعتبار أنه مجرد هواية وجب صقلها في بلد الديمقراطية لا اغتصابها ووأدها ومعاقبة هؤلاء المراهقين وزجهم في السجون''.