تمكنت، أول أمس، عناصر الفرقة الاقتصادية والمالية التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية سكيكدة، من توقيف إطار بصفته مديرا تنفيذيا بولاية سكيكدة، ويتعلق الأمر بالمدير الولائي للضرائب الحالي المدعو «ب.م» البالغ من العمر 53 سنة وهو متلبسا بتعاطي الرشوة من مقاول بمدينة سكيكدة يدعى «ب.م.ل» البالغ من العمر 42 سنة والتي وصلت قيمة المبلغ إلى مليار و550 مليون سنتيم والتي ضبطتها عناصر الشرطة بسيارة المشتبه فيه الرئيسي من نوع «بارتنار». وكانت عناصر الشرطة الاقتصادية قد تحركت بتسخيرة نيابية من وكيل الجمهورية لدى محكمة سكيكدة بعد الشكوى التي تقدم بها الضحية المقاول «ب.م.ل»، حيث وحسب المعلومات التي انفردت بها «النهار» رغم السرية التامة التي تحيط بملف القضية، فإن الضحية المقاول ومنذ سنتين ونصف كان قد تلقى إشعارات من مديرية الضرائب بتسديد المستحقات الجبائية على مجمل الأعمال والمشاريع التي قام بإنجازها من طرف مقاولته المختصة في البناء بجميع هياكله، حيث كانت في كل مرة تقوم مديرية الضرائب بواسطة قباضتها الرئيسية المختصة إقليميا بفرض ضرائب على الشركة عبر فترات إلى أن وصلت إلى قيمة تزيد عن 3 ملايير سنتيم، ليقوم بعدها المقاول الضحية بتقديم طعن مؤسس بوثيقة الإعفاء من الرسوم الجبائية والضرائب، وهذا خلال سنة 2014 الفارط، لكن صاحب المقاولة ومنذ ذلك التاريخ كان يشتكي لمدير الضرائب ببيروقراطية إدارة الضرائب بالرغم من أن جميع المصالح المختصة على مستوى قبضة الضرائب قد أقرت قانونية الإجراءات التي هي في صالح المقاول بعد أن تأكدت من إعفائه من الضرائب، لكن الأخطر من ذلك، فقد قامت مصالح الضرائب بتنفيذ إجراءات حجز الأرصدة البنكية للمقاولة إلى حين تسوية الديون العالقة لتحصيل الضرائب، وهنا بدأت مساومات مدير الضرائب على المقاول الذي كان في كل مرة يطالبه بمنحه امتيازات من أجل تسوية قضيته. المتهم طلب من المقاول شراء شقة بقيمة مليار 500 مليون وتوثيقها باسم زوجته كانت الساعة تشير إلى الرابعة ونصف مساء، موعد اللقاء الذي اتفق عليه المقاول الضحية بالمشتبه فيه الرئيسي مدير الولائي للضرائب بسكيكدة، المكان كان بحي الأخوة سعدي الممرات في سكيكدة أمام العمارة التي يقع بها مكتب موثقة من أجل إتمام إجراءات منح المقاول شقة باسم زوجة مدير الضرائب، أين حضر أطراف العقد المقاول وزوجة المشتبه به ومدير الضرائب كشاهد لإبرام العقد، وبينما تم ترك الزوجة في مكتب الموثقة نزل المقاول ومدير الضرائب من أجل ترسيم الصفقة «الرشوة» ومنح المبلغ المتفق عليه، وما إن تلقى المدير المبلغ الذي كان ملفوفا بإحكام في كيس بلاستيكي أسود اللون حتى تدخلت عناصر الشرطة الاقتصادية التي كانت ترصد للعملية وقامت بمحاصرة المدير وهو على متن سيارته متلبسا بالرشوة بقيمة مليار و550 مليون سنتيم، ليتم توقيفه واقتياده إلى مقر أمن ولاية سكيكدة من أجل التحقيق معه رفقة زوجته والمقاول الضحية. كريم عبد الوهاب