"وجدت نفسي مقيّدة في برنامج طريق السلامة ولم أقدّم الإضافة للبرنامج" تعدّ من بين الإعلاميات القليلات في التلفزيون الجزائري اللاتي يتميّزن بالرصانة، البشاشة والبساطة، تعرف كيف تجذب المشاهد، تهتم بالأناقة ووفية للتلفزيون الجزائري، هي مقدّمة ومشرفة برنامج "محلى ذي العشية" في التلفزيون الجزائري منى لعواد... منى لعواد، الجمهور الجزائري تعوّد على مشاهدتك على التلفزيون الجزائري في حصص تجمع بين الطابع الثقافي والفني، لماذا هذا التوجه؟ هذا بسبب شخصيتي المرحة التي أتميّز بها، فأنا لا أرى نفسي في أيّ نوع آخر من الحصص، إلا الحصص الفنية والثقافية، والتي أقول إني نجحت فيها، بدليل المكالمات والرسائل التي أتلقاها يوميا من المشاهدين. المشاهد يريد أن يعرف كيف التحقت منى لعواد بالتلفزيون الجزائري، وهل كان الإعلام حلما يراودها منذ الصغر؟ نعم.. الإعلام حلم كان يراودني منذ الصغر، حتى أني عندما كنت طفلة، كان والدي ينقلني إلى التلفزيون من أجل المشاركة في حصة "ماما نجوى"، وكنت أقول عندما كانت تطأ قدماي المقر.. "يوما ما سأعمل هنا"، وهو ما تمّ فعلا. وكيف التحقت به؟ أثناء دراستي الجامعية، وبالضبط في العام الثالث، كنت أحضر بعض الحصص، باعتبار أن التخصص الذي اخترته هو سمعي بصري، وبعدها في السنة الرابعة، وقبل إنجازي لمذكرة التخرّج، قمت بتربص في التلفزيون، وهنا كوّنت العديد من العلاقات بالصحافيين والمسؤولين، وفي سنة 2000، التحقت رسميا بالمؤسسة. ما هو أول برنامج قمت به عند ولوجك لمؤسسة التلفزيون؟ البداية كانت مع برنامج "مع الشباب"، حيث كنت أعدّ "ريبورتاجات" وتقارير، وبعدها تحوّلت لأقدّم برنامج "صباح الخير يا جزائر"، لأنتقل بعدها إلى حصة تعنى بالأطفال تحت عنوان "هيا يا أطفال"، واستغرقت مدة تقديمي لهذا البرنامج ثلاث سنوات، وبعدها قدّمت لمدة قصيرة حصة "السلامة المرورية"، قبل أن أتفرغ كليا لبرنامج "محلى ذي العشية"، علما أني أقدّم حصصا خاصة أيضا في رمضان. قلت إنك قمت ببرنامج "السلامة المرورية"، وهذا النوع من الحصص ليس ثقافيا أو فنيا، فلماذا قدّمت هذا النوع من البرامج؟ أعترف وأقول إن برنامج "السلامة المرورية" لم أستطع أن أقدّم فيه الجديد، ولم أجد فيه راحتي، لأن شخصيتي كما قلت مرحة، وأنا بطبعي أحب الحوارات والدردشة، أما برنامج "السلامة المرورية"، فلم أستطع إيجاد راحتي فيه. وكيف تمّ اختيارك لتنشيط حصة للأطفال؟ ببساطة، لأن المسؤولين رأوا أنه باستطاعتي تقديم المزيد في حصص من هذا النوع، وهو ما حدث فعلا. ألم تفكر منى لعواد في تقديم حصص سياسية أو اقتصادية أو تقديم نشرة الأخبار مثلا؟ لا، لم أفكر في هذا الأمر بتاتا، لأني بطبعي عفوية، وبعيدة عن التصنع، وأنا كما قلت لك، أفضّل الحصص الفنية، والحصص التي تجمع بين الثقافة والجمال والأناقة، كما هو الحال في حصة "محلى ذي العشية". نرى أن منى لعواد تهتم كثيرا بأناقتها؟ نعم، الأناقة تعدّ شيئا أساسيا لي، وأحرص دائما أن أكون في أحلى صورة احتراما للمشاهد الجزائري. ألم تقومي بأيّ عملية تجميل؟ لا، في حياتي لم أقم بأيّ عملية. هل تلقيت عروضا من قنوات خاصة؟ نعم، تلقيت عرضا من إحدى القنوات الخاصة، حيث كلمني مديرها مرتين، لكني اعتذرت له، لأنني وفية للتلفزيون الجزائري، وأنا بطبعي لا أنكر الجميل، لأن المؤسسة التي تعلمت فيها وأعطتني الفرصة، لا يجب في أيّ حال من الأحوال إدارة ظهري لها. وبالنسبة للقنوات الأجنبية؟ في الحقيقة إخوتي كلهم في الخارج، وزرت العديد من القنوات الأجنبية، وكنت أستطيع العمل فيها، إلا أن حبي للتلفزيون الجزائري حال دون تجسيد هذا الأمر. هل تتلقين رسائل من المعجبين؟ نعم.. أتلقى العديد من المكالمات والرسائل عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وهذا إن دلّ على شيء، فإنه يدل على تعلق الجمهور بي، وهذا أمر يزيدني إصرارا على تقديم الأحسن. وهل تؤثر رسائل الإعجاب مع علاقتك بزوجك؟ لا.. تماما، زوجي إنسان متفهم جدا، وأعتبره سندي في الحياة، كما أنه من بين أكثر الأشخاص الذين يشجعونني، كما أن الصحافي والإعلامي هو الذي يفرض الاحترام لنفسه كي يتلقى الاحترام، والحمد لله، تعليقات المشاهدين والمتتبعين لي كلها محترمة. ما هي أحسن ذكرى لمنى لعواد؟ أحسن ذكرى عندما نلت شهادة "البكالوريا"، إضافة إلى التحاقي بمؤسسة التلفزيون الجزائري. وما هي أسوأ ذكرى؟ فقدان عمي مؤخرا، حيث كان بمثابة الأخ والصديق. كلمة أخيرة؟
أريد تقديم الشكر الجزيل للمسؤولين في التلفزيون الجزائري، الذين منحوني كل الثقة، ووفروا لي الظروف من أجل تقديم الأحسن للمشاهد والعائلة الجزائرية، وأخصّ بالذكر المدير العام للتلفزيون "توفيق خلادي" ومدير الإنتاج "الياس لعريبي" ونائب مدير الإنتاج "زروقي عدلان".