أدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيارت، الثلاثاء، سيدة تبلغ من العمر 31 سنة ب10 سنوات سجنا نافذا إثر تورطها في مقتل ابنتها الرضيعة البالغة من العمر حوالي عام ونصف. تفاصيل القضية تعود إلى شهر نوفمبر الماضي، حيث وقعت مشادات كلامية بين الزوجة المتهمة التي تقطن في مسكن جماعي يضم عددا من السكان بحي حمداني في مدينة تيارت وبين زوجها إثر مشاكل بينهما، حيث كانت تقيم في هذه الغرفة رفقة ابنتيها «واحدة من زواجها الأول»، بعد أن قام والدها بكراء غرفة لها في هذا المسكن الجماعي، وفي يوم الحادثة اتصلت المتهمة بابن شقيقة زوجها قصد إبلاغ خاله كون ابنته تعاني من آلام حادة في بطنها وطلبت منه الحضور لنقلها إلى المستشفى والتكفل بها، وبمجرد وصوله وقع شجار بينهما سُمع صوته في أرجاء المسكن الذي يضم أكثر من 10 عائلات، مما جعل الزوج يغادر المكان قبل أن تلحقه زوجته وبدأت في رشقه بالحجارة، وبعد حوالي ساعتين اتصلت السيدة مرة أخرى بابن شقيقة الزوج قصد إبلاغ والدها بأن الطفلة الرضيعة قد سقطت وشرعت في الصراخ وملأ صوتها المسكن، مما جعل أحد الجيران يتدخل لنقل الرضيعة إلى مستشفى يوسف دمرجي، حيث لفظت أنفاسها. وقد عرفت المحاكمة حالة من الحزن أثناء المرافعة وسط بكاء الوالدة التي قالت إن الكدمات التي عثرت على جسد ابنتها كانت بسبب اللعب بدراجة هوائية داخل المسكن، واعتبرت أن سبب وفاة ابنتها كانت نتيجة سقوطها عليها بعد أن دفعها زوجها على الأرض، وقد شوهد عدد ممن حضروا المحاكمة وهم يذرفون دموعا على تفاصيل القضية التي حركت مشاعرهم، واعتبر وكيل الجمهورية أن الجريمة بشعة والتمس عقوبة الإعدام في حقها، أما محامي المتهمة فاعتبر أن الظروف التي مرت بها السيدة كانت قاسية جدا بعد أن تخلى عنها الزوج ورفضتها عائلته، ولا سيما أن زواجها هذا يعتبر الزواج الثاني الفاشل بالنسبة إليها، حيث سبق أن تزوجت بآخر وطلقها، مما جعله يلتمس من المحكمة مراعاة ظروفها خاصة أنها لم تكن تقصد قتل فلذة كبدها، قبل أن تنطق المحكمة بإدانتها ب10 سنوات نافذة.