احتج أمس أكثر من 200 مواطن بوهران، على التمييز المعتمد من قبل سلطات الولاية، في توزيع المياه بمناسبة زيارة الرئيس بوتفليقة، وأكد المحتجون أن بعض الأحياء التي من المحتمل أن يمر عبرها الرئيس، تمت تسوية مشكلة استفادتها من الماء، حيث أصبحت تتزود به 24 ساعة على 24، في حين تشكو أحياء أخرى من الانقطاع اليومي، وقد أغلق المواطنون بعد صلاة الجمعة حي الألفية الجديد الواقع في الجهة الشرقيةبوهران، إلى الشارع الممر الرئيسي احتجاجا على تجاهل السلطات الولائية للمطالب التي ما فتئوا يطالبون بها منذ أزيد من 5 سنوات مضت. وقد زاد من غضب هؤلاء المواطنين، قيام السلطات الولائية بالاعتناء بأحياء وشوارع خاصة، من المحتمل أن يمر عبرها الرئيس بوتفليقة خلال زيارته المتوقعة لوهران، الثلاثاء القادم، في حين غضوا الطرف عن مناطق واسعة من النسيج العمراني لعاصمة الغرب،الذي يبقى مركونا لسياسة التهميش والنسيان. وعلى اثر ذلك، تنقلت أمس، قوات معتبرة من مصالح الأمن إلى شارع الألفية الرئيسي ، بغية محاصرة الخروج المفاجئ لعشرات من السكان يقيمون بالتجزئات العقارية رقم 11 ، و20 التي بنيت حديثا، وتبقى تفتقد للعديد من المرافق الحيوية، مثل تعبيد الطرقات، وقنوات تصريف المياه المستعملة، بالإضافة إلى غياب الإنارة العمومية، بالرغم من أن المستفيدين من هذه التجزئات العقارية، كانوا قد دفعوا جميع المستحقات الخاصة بالتهيئة العمرانية، للوكالة الولائية لتسيير وتنظيم العقار بولاية وهران حسبما ذكره العديد من هؤلاء المواطنين ل "النهار". وقد طالب المواطنين المحتجين أمس، بحضور والي وهران رفقة مدير الوكالة العقارية المذكورة إلى عين المكان، للاستماع إلى مطالبهم التي يرون بأنها شرعية وتمثل حق أي مواطن دفع جميع المستحقات المالية إلى مصالح الدولة طلبا للحياة الكريمة، كما صرح ممثلوهم إلى بعض أفراد مصالح الأمن وكانت السلطات الولائية بوهران قد شرعت منذ نهاية الأسبوع المنصرم في حملة تزويق واسعة، شملت العديد من الأحياء خاصة الواقعة بوسط المدينة أو تلك التي تتواجد بها بعض المشاريع حديثة الانجاز، ينتظر من رئيس الجمهورية الذي سيحل بعاصمة الغرب الجزائري، يوم الثلاثاء القادم تدشينها، وهو الحدث الذي أثار حالة استنفار قصوى لدى جميع مصالح السلطات الولائية، بل حتى لدى منتخبي المجلس الشعبي البلدي، يبدو أنهم استفاقوا من سباتهم العميق، وأخذوا يعبدون الطرقات ويطلونها، في وقت قياسي جدا، بعدما ظلت لسنين طويلة مهملة، كما أصبحت المياه توزع على عكس البرنامج السابق ب 24/24 ساعة. وعلى العكس من هاته "الصورة الجمالية "، يبقى مواطنو الأحياء الأخرى خاصة بالجهة الشرقية، يعانون الأمرين، في ظل تجاهل السلطات لمجمل مطالبهم المتعلقة بشكل خاص بتهيئة الجانب العمراني الأساسي في الحياة مثلما هو الحال بالنسبة لبعض التجمعات السكنية الواقعة "بكانستال"، حيث يشتكي سكانها من غياب قنوات صرف المياه المستعملة، ما دفعهم إلى العودة لطريقة الأجداد في قضاء حاجياتهم الفيزيولوجية من خلال استحداث " مطامير" بسكناتهم ، وهو المشكل الذي قد تنجم عنه مشاكل صحية برأي العديد من المختصين بالصحة فضلا عن تداعياته السلبية على البنايات بسبب التسربات المائية الناتجة عن هاته "المطامير"، وهو الأمر الذي يبدي إزاءه مواطنو عاصمة الغرب الجزائري غضبا شديدا، ويعتبرونه انتقاء غير مبرر في الاهتمام بحاجيات المواطنين، مثلما عبر عنه ساكنو التجزئتين العقاريتين 11 و 20 بشارع الألفية بوهران. وإحياء للذكرى التاسعة والثلاثين لتأميم المحروقات، التي سيلقي خلالها الرئيس المترشح للرئاسيات المقبلة، خطابا بالقاعة المتعددة بمدينة أرزيو فإن وضع هاته الأخيرة، يبقى يميزه هو الآخر نوعا من الاضطراب، بعدما رفض العديد من شبان المدينة المذكورة الاستجابة إلى قرار السلطات الولائية القاضي بهدم أكثر من محل تجاري غير شرعي، أقامه البطالون في العديد من شوارع المدينة، هروبا من جحيم البطالة، وهو الأمر الذي يبدو أنه مرشح لتداعيات عديدة، خاصة وأن والي وهران أبرق منذ 3 أيام أمرا إلى رئيس دائرة أرزيو، يطالبه بتنفيذ القرار المذكور قبل موعد الزيارة المبرمجة يوم الثلاثاء القادم.