أقرّت الاتحادية الدولية لكرة القدم (فيفا) أمس، أن أعضاء في لجنتها التنفيذية باعوا أصواتهم في العديد من المناسبات من أجل منح حقوق استضافة نهائيات كأس العالم، مثلما حصل مع المغرب التي قدمت رشاوى للفوز بشرف احتضان كأس العالم 98 التي عادت في الأخير إلى فرنسا، بالإضافة إلى مونديال 2010 الذي فازت بشرف تنظيمه جنوب إفريقيا التي قدمت رشاوى للوصول إلى أهدافها، مثلما كشف عنه أمس بيان أصدرته هيئة الرئيس الجديد السويسري جياني إنفانتينو، وأوضحت الفيفا أن تشاك بليزر، السكريتير السابق للكونكاكاف، قد اعترف من قبل أنه تلقى رشاوى سنة 1992 للتصويت لفائدة أحد البلدان المرشحة لاحتضان كأس العالم 1998، وبالرغم من أن المتهم لم يذكر المغرب بالاسم، إلا أن الفيفا أوضحت أن تشاك بليزر وصديقه المتهم الثاني جاك وارنير سافرا إلى المغرب بدعوة من اللجنة المنظمة المغربية، وتلقى يومها رشاوى من المغرب للتصويت لصالحه، ووعدهم بأنه سيجمع له الأصوات من أجل الفوز بشرف تنظيم مونديال 98، وبقي في اتصال هاتفي مع أعضاء اللجنة التنظيمية من مكتب الكونكاكاف الواقع بنيويوركالأمريكية، قبل أن تفوز فرنسا بشرف تنظيم المونديال، وأضاف بيان الفيفا: «اتضح أن عددا من أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا أساؤوا استغلال مناصبهم وباعوا أصواتهم في مرات عديدة». وأمام هذه المعطيات، كشفت الفيفا أنها تقدمت بطلب إلى مكتب المدعي العام الأمريكي في نيويورك، لاستعادة عشرات الملايين من الدولارات من مسؤولي الكرة السابقين المتهمين بالفساد، ووجهت التهم إلى 41 شخصا من المسؤولين السابقين في الفيفا ومنظمات كروية أخرى، وطالبت هيئة أنفانتينو، بتعويض عن خسائرها الناتجة عن الرواتب والاعتمادات المالية التي حصل عليها هؤلاء المتهمون الذين تسببوا في الأضرار بسمعة الفيفا وعلاقاته التجارية، مؤكدة أن قيمة الخسائر تجاوزت 190 مليون دولار، وأن أكثر من 100 مليون دولار تم تحديدها أو استعادتها أو تجميدها في الولاياتالمتحدة والخارج من خلال التحقيقات الخاصة بالفساد . أنفانتينو: هذه الأموال كانت موجهة لدعم كرة القدم وليس لبناء القصور وأحواض السباحة كشف الرئيس الجديد للفيفا، السويسري جياني أنفانتينو، أن المتهمين في القضية التي رفعتها هيئته إلى السلطات الأمريكية، أساؤوا استغلال مناصبهم بالفيفا والمنظمات الكروية الدولية الأخرى وتسببوا في أضرار خطيرة، وأضاف: «الأموال التي اكتنزوها لأنفسهم تخص كرة القدم العالمية وكان من المفترض توجيهها لتنمية ودعم اللعبة، ونطالب باستعادة هذه الأموال ونصر على هذا مهما طال الوقت»، قبل أن يضيف: «هذه الدولارات خصصت لبناء الملاعب وليس القصور وأحواض السباحة، وخصصت لشراء ملابس كرة القدم وليس الحليّ والسيارات، وخصصت لتنمية قدرات اللاعبين الشبان والمدربين وليس لضمان حياة رغدة لمسؤولي اللعبة والتسويق الرياضي».