فتحت، أمس، محكمة جنايات العاصمة، ملفا إجراميا توبع فيه 3 متهمين تتراوح أعمارهم بين 22 و26 سنة، وجهت لهم تهم ثقيلة تتعلق بجنايات القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والسرقة المقترنة بظرفي التعدد واستعمال العنف والتهديد وتكوين جماعة أشرار والمشاركة في التهم السالفة وعدم التبليغ عن جناية، راح ضحيتها سائق سيارة أجرة تعرض لعدة طعنات قاتلة بواسطة سيف من طرف الجناة، فيما نجت زبونته بأعجوبة من الموت بعد سلبها جميع ممتلكاتها تحت وقع التهديد، وذلك أثناء ركنه سيارته من أجل تناول الفطور، أين تفاجأوا بهجوم ملثمين يحملون أسلحة بيضاء بغابة «باينام»، التي حوّلوها إلى مسرح لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. تفاصيل الجريمة تعود وقائعها إلى تاريخ 24 سبتمبر 2014، عندما تمكنت الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالحمامات، من الإطاحة بعصابة زرعت الرعب في غابة «باينام»، ولتمويه الضحايا كان أفراد العصابة يضعون ألثمة ويرتدون ملابس رياضية حتى يظن الزوار أنهم يمارسون الرياضة، فيما كان المتهمون يتخذون من أحد زوايا الغابة وكرا للنوم فيه وإخفاء المسروقات والأسلحة البيضاء وتغيير ملابسهم، وبتاريخ الوقائع وعلى الساعة الواحدة زوالا، قام الضحية «ي.ر» البالغ من العمر 34 سنة، وهو سائق أجرة، بركن سيارته في غابة باينام من أجل تناول الفطور، فيما ترك زبونته داخل السيارة، أين تفاجأ بهجوم شابين ملثمين حاملين لأسلحة بيضاء قاموا بتهديدهم وجرَدوا الضحية التي كانت رفقته من حليها وهاتفها النقال، وهو ما أثار غضب الضحية الذي دفع ثمن رجولته بطعنة غادرة بواسطة سيف حاد من الحجم الكبير على مستوى قلبه تسببت في إتلاف الشرايين، لينهالا عليه الجانيين بعدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسده، فيما تمكَنت الضحية من الفرار من قبضتهم، حيث سارعت إلى طلب النجدة، إلا أن الضحية فارق الحياة نظرا لخطورة الإصابة التي تلقاها. إثر ذلك، تلقت مصالح الأمن بلاغا مفاده وفاة الضحية، وبفتح تحقيق في الملف، تم التوصل إلى عشيقة أحد المتهمين المسماة «وردة» التي تعتبر «الصندوق الأسود» للعصابة لعلمها بجميع مخططاتهم الإجرامية، كونها تتكفل بمهمة بيع المسروقات من دون المشاركة في الجرائم، الأخيرة ألقي القبض عليها في قضية، وأثناء سماع أقوالها تلقت مكالمة من طرف عشيقها لإخطارها أنهم محل بحث من طرف مصالح الأمن بسبب جريمة قتل، وهو الخيط الذي أطاح بالعصابة الذين ألقي القبض عليهم في غابة «باينام» داخل وكر، أين تم العثور على مبالغ مالية بالعملة الصعبة ووثائق مزوّرة وألثمة، بالإضافة إلى المسروقات، وبمواجهة المتهمين مع الضحية الشاهدة على الوقائع المسماة «ص.س»، صرحت أنها منذ مواجهتها مع المتهمين تعرفت على اثنين ممن تهجموا عليهما وقتلوا الضحية أمام مرأى عينيها، نافية وجود المتهم «ح» بمسرح الجريمة، من جهتهم المتهمون خلال مثولهم للمحاكمة، حاولوا التملص من الجرم المنسوب إليهم. وعليه، قضت المحكمة بعقوبة المؤبد ضد 5 سنوات، وسبق للمتهمين متابعتهم في ملف جنائي آخر يتعلق بنفس التهم، فيما راحت ضحيتهم المسماة «د.م» التي اعتدوا عليها جنسيا بالتداول بالتهديد باستعمال سلاح أبيض أمام مرأى من خطيبها.