تشهد اليونان، خلال الأيام الحالية، تصاعدا في التوتر، خاصة في مخيمي المهاجرين في ايدوميني على حدود مقدونيا ومرفأ بيريوس قرب أثينا، المكتظين بالأف المهاجرين الذين يطالبون بفتح الحدود، ويعارضون نقلهم الى مراكز استقبال اقامتها اليونان. حيث أصيب حوالى 300 مهاجر، أمس الأحد، في صدامات مع الشرطة حين حاولوا عبور الحدود بين اليونان ومقدونيا في إيدوميني، و تعد أخطر حوادث تقع في هذا المخيم الذي يعاني المهاجرون فيه من أوضاع مزرية. وفي نفس السياق، اندلعت الحوادث بعد شائعات خاطئة بحسب مصدر يوناني، أفادت عن إعادة فتح الحدود، وحاول بعض المهاجرين تحطيم قسم من السياج الذي يفصل بين اليونان ومقدونيا، ورشقوا بالحجارة والمقذوفات الشرطيين المقدونيين الذين ردوا باستخدام الغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية، وأغمي على بعض المتظاهرين. ومن جهته، قال مسؤول منظمة اطباء بلا حدود في مخيم ايدوميني، اخيلياس تزيموس، لوكالة فرانس برس "تولت وحدتنا الطبية معالجة 200 منهم من مشاكل في التنفس، و30 من جروح تسبب بها الرصاص البلاستيكي و30 من جروح اخرى". وبدورها، نفت الشرطة المقدونية، أن تكون قد استخدمت رصاصا بلاستيكيا، وندد المتحدث باسم الجهاز اليوناني لتنسيق ازمة الهجرة، جيورجوس كيريتسيس، باستخدام الرصاص البلاستيكي والغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية، واصفا ذلك بأنه خطير ويستوجب الادانة. وهو ثالث حادث كبير يقع في ايدوميني منذ اغلاق الحدود بشكل تام. وللإشارة، فإن المهاجرون في ايدوميني وبيرايوس من ضمن حوالى 46 ألف شخص وصلوا إلى اليونان قادمين من تركيا، قبل دخول الاتفاق الاوروبي التركي حيز التنفيذ في 20 مارس الفارط، وبقوا عالقين في اليونان بعد إغلاق طريق البلقان امامهم، ومعظمهم يقيم في مخيمات. وأعادت اليونان الاسبوع الماضي 325 مهاجراً بصورة اجمالية الاثنين والجمعة الى تركيا، بموجب الاتفاق الموقع بين الاتحاد الاوروبي وتركيا. وللتذكير، حذر وفد من وزراء خارجية ست من دول الاتحاد الأوروبي أمس خلال زيارة إلى اسطنبول بأنهم سيراقبون أي انتهاكات محتملة للاتفاق، داعين تركيا إلى تطبيقه بدقة. ودعا رئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، إلى اجتماع لحكومته الاثنين المقبل، في مدينة شانلي اورفا القريبة من الحدود السورية والتي تستقبل العديد من اللاجئين. ومن المتوقع ان يغتنم فرصة هذا الاجتماع للتشديد على الدور الذي تقوم به تركيا في استقبال اللاجئين السوريين.