قاضي التحقيق أمر بإيداع الطالب الحبس المؤقت والتحريات متواصلة حول هوية الأفارقة تمكنت مصالح الشرطة القضائية لأمن المقاطعة الشرقية بالدار البيضاء، فرقة التحري في الجرائم المعلوماتية، من تفكيك أخطر شبكة مختصة في النصب على الشباب الطامح للعمل في الخليج العربي، بتأسيس موقع إلكتروني على الشبكة العنكبوتية يقدم عروضا لعقود عمل بمختلف المؤسسات الخليجية مقابل مبالغ مالية، حيث يسيّر الموقع على يد رعايا أفارقة لم تحدد هويتهم لحد الساعة، استغلوا حسابا بريديا لطالب جامعي لضخ به المستحقات المالية. تفجير القضية استنادا إلى ما تحصلت عليه النهار من معلومات حول الملف الذي باشر فيه عميد قضاة التحقيق بمحكمة الحراش التحري فيه، مؤخرا، انطلق من شكوى تقدم بها شاب أمام مصالح الشرطة المختصة في مكافحة الجريمة الإلكترونية، تفيد بأنه قام بالتسجيل على موقع إلكتروني يقدم عروضا لمناصب عمل بالخليج بتوقيع عقود لمدة معينة، ومن خلال المعطيات المقدمة على الموقع، تم تقديم بيانات حول حساب بريدي تودع فيه مستحقات التسجيل ومصاريف التنقل إلى المنصب الموعود وتكاليف أخرى، وبناء على القيمة المتفق عليها، دفع مبلغا ماليا يقدر ب 165 مليون سنتيم بالحساب البريدي ووقع بالمقابل على عقد عمل، وظل على تواصل عبر «الإيمايل» بمسيري الموقع لإتمام إجراءات سفره للالتحاق بالمنصب، وأضاف الضحية في شكواه، أن مسيّري الموقع طلبوا منه دفع مستحقات جديدة حددت بمبلغ مالي بالعملة الصعبة تقدر ب 9 آلاف دولار، وهو الأمر الذي جعله يشك ودفعه لتقديم شكوى أمام المصالح المختصة، هذه الأخيرة التي باشرت تحرياتها في الوقائع انطلاقا من صاحب الحساب البريدي الذي دفع فيه الضحية المبلغ المالي، وتبيّن أنه يعود لطالب جامعي فتحه من أجل الحصول على المنحة الجامعية، هذا الأخير تم استدعاؤه للتحقيق الأمني، واتضح من خلال تصريحاته أن شخصا آخر طلب منه استعمال حسابه البريدي من أجل الحصول من خلاله على حوالات مالية وذلك مقابل 10 من المائة من قيمة كل مبلغ يتم إيداعه، وأن هذا الأخير الذي كشف عن تعامله مع 5 رعايا أفارقة طلبوا منه توفير لهم حساب بريدي مقابل عمولات، وأنه لا يستطيع تحديد هويتهم، وقد أمر قاضي التحقيق بمحكمة الحراش بإيداع الطالب الجامعي رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية في الحراش، مع مواصلة التحقيق حول كل المتواطئين في الاحتيال على الشباب الجزائري وإيهامه بعقود عمل بالخارج، والبحث عن هوية الأفارقة التي لا تزال مجهولة.