أجمع المشاركون في أشغال اليوم الأول من الورشة الإقليمية الرابعة لأئمة دول الساحل بداكار،على ضرورة تعزيز المرجعية الدينية الأصيلة لدى شعوب دول الساحل والتي تزخر بقيم التسامح و السلم، مبرزين أهمية التنسيق الأمني لدعم المقاربة الوقائية التي تتبناها دول المنطقة في مواجهة التطرف العنيف والإرهاب ،وعلى أهمية التجربة الجزائرية في مكافحة التطرف العنيف و الإرهاب من خلال السلم و المصالحة الوطنية . وأكد الأمين العام لرابطة علماء ودعاة و أئمة دول الساحل يوسف مشرية، خلال أشغال الورشة الإقليمية الرابعة التي إنطلقت الإثنين بداكار حول" قيم التعايش السلمي في مواجهة التطرف الديني و التطرف العنيف" ،على "ضرورة الحفاظ على مرجعيتنا المالكية التي جعلتنا موحدين لقرون عديدة بفضل ما فيها من قيم الحوار و التعايش السلمي"،موضحا أن" ما تمر به المنطقة اليوم يجعلنا كدعاة و قادة دينيين نطلق صرخة أن التطرف و الإرهاب لا دين له".وتطرق ممثل الجزائر بالورشة كمال شكاط ،أن التجربة الجزائرية في مجال مكافحة التطرف العنيف والإرهاب من خلال السلم والمصالحة الوطنية التي تعتمد على الحوار والتسامح "جديرة بالإقتداء في الفضاء الإفريقي عموما والساحل على وجه الخصوص نظرا لما تتمتع به من فعالية ونجاعة في هذا الصدد".وأضاف أنه "من أجل تجسيد ثقافة العيش المشترك في سلم وأمان في مجتمعاتنا لابد من إبراز القيم الإسلامية التي تدعو إلى التسامح وقبول الآخر وتحث على حوار الأفكار والثقافات"، مبرزا "الدور الفعال" الذي تلعبه الزوايا الدينية و المرجعيات الصوفية في الحفاظ على الإستقرار والأمن في منطقة الساحل من خلال نشر مفهوم الوحدة و التعايش و التسامح بين شعوب المنطقة بالإضافة إلى دورها المهم جدا في الوقاية من التطرف والتشدد.في نفس الإتجاه، أكد ممثل لجنة الإتحاد الإفريقي للأمن والإستعلام أن التجربة الجزائرية "فريدة من نوعها" خاصة وانها تمكنت من حشد كل مكونات المجتمع من أجل مكافحة ظاهرة الإرهاب من خلال "خلق إنسجام و تكافل شامل قائم على قيم مشتركة بين أفراد المجتمع الواحد" ، معتبرا ان هذه التجربة "كفيلة بمواجهة ظاهرة التطرف العنيف و الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء و إفريقيا عموما".