أقدم المئات من مواطني حي النزلة الكائن وسط مدينة الوادي، بمحاذاة الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين الوادي وتبسة زوال أمس، على القيام بحركة احتجاجية واسعة وعنيفة، تمثلت في قطع الطريق الوطني رقم 16، بواسطة أكوام الحجارة والأخشاب وبقايا الأشجار، وحرق العجلات المطاطية وسط الطريق، مما أدى إلى تكوين سحابة كثيفة من الدخان الأسود التي غطت سماء المنطقة. "النهار" وفور تلقيها المعلومات عن بداية هذه الاحتجاجات، تنقلت إلى عين المكان أين تجمهر المواطنون المحتجون وسط الطريق، وطرحوا جملة من الانشغالات والمشاكل التي نغصت معيشة السكان بهذا الحي، وحولتها إلى جحيم لا يطاق. وتتمثل أهم النقائص التي من أجلها عبر المواطنون عن غضبهم بهذه الطريقة، في اهتراء وضعية الطريق الرئيسي الرابط بين محطة الملاح وحي الشط، الذي يعتبر المدخل الرئيسي لمدينة الوادي ويعرف حركة مرور كثيفة وخانقة، بفعل تواجد المكثف للتجار، كما يعبره حافلات النقل التي تتكفل بمواطني العديد من الدوائر شمال الوادي وشرقها، حيث تعتبر محور الملاح أيضا منطقة تجارية يتمركز به بشكل مكثف تجار الجملة، مرورا بهذا الحي العريق الذي يعتبر الأكثر كثافة سكانية بمدينة الوادي. وذكر المواطنون أنهم بلغوا السلطات المحلية والولائية أكثر من مرة، بهذه الوضعية التي فاقمت من معاناتهم من خلال تطاير الغبار الكثيف من الطريق المتهرئ، كما طالبوا بضرورة إيجاد حلول عاجلة لنقص المياه الصالحة للشرب بحيهم، وانعدام شبكات غاز المدينة بخلاف بقية أحياء الوادي، مما ولد في نفوسهم شعورا "بالحڤرة" والإقصاء والتهميش، وأكد هؤلاء أنهم أبلغوا السلطات المعنية بهذه الحركة الاحتجاجية قبل وقوعها، وطالبوا ببرامج تهيئة حضرية بالحي، وإعادة الاعتبار لشبكة الإنارة العمومية المنعدمة، حيث يعم الظلام شوارع وأزقة الحي، مما ساهم في غضب المواطنين والشباب، كما يعرف الحي انعداما كليا لمرافق الشباب، وتدني الخدمات الصحية وتفشي بعض الأوبئة والأمراض بفعل الغبار الكثيف. رئيس بلدية الوادي الذي تنقل إلى موقع الاحتجاج، أين تحدث مطولا مع ممثلي المحتجين، ووعدهم جازما بأن المقاول المكلف بتهيئة الطريق سيباشر نشاطه اليوم الاثنين بمناسبة عيد المولد، وفي انتظار التهيئة الكاملة للطريق، وعد المير بإجراء عملية الرش بالمياه، للتقليل من الغبار المتطاير، كما وعدهم أيضا بالتكفل بمشكل المياه بالتنسيق مع شركة المياه، ومشكل الغاز بالتنسيق مع مديرية المناجم والطاقة.