مثُل، أمس، أمام محكمة جنايات العاصمة، دركي يدعى «ق.س» في العقد الثالث من العمر، ينحدر من ولاية باتنة، من أجل مواجهة جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، على خلفية إقدامه على إزهاق روح سائق سيارة أجرة بأربع طعنات على مستوى الصدر في باب الزوار بالعاصمة عشية عيد الفطر المبارك .وقائع الجريمة تعود إلى 16 جويلية 2015 المصادف ليلة عيد الفطر المبارك، عندما تلقت الفرقة الجنائية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر في حدود الساعة الواحدة صباحا، بلاغا من مواطنين مفاده العثور على جثة شخص في العقد السادس ملقاة بموقف الحافلات بالقرب من سوق الفلاح في باب الزوار، لتعرضه لاعتداء بواسطة سلاح أبيض، وعليه، تنقلت ذات العناصر إلى مسرح الجريمة، أين تم العثور على سلاح الجريمة تحث عجلة سيارة الضحية. وفي اليوم الموالي من الجريمة، تقدم الجاني «ق.س» إلى مصالح الدرك الوطني لتسليم نفسه، واعترف بارتكابه الجريمة، مصرحا أنه توجه إلى العاصمة بموجب أمر بمهمة لإجراء فحص بمصحة الأمراض العقلية بمستشفى «فرانس فانون» في البليدة، غير أن الطبيبة رفضت رؤيته وأعطت له موعدا فتنقل إلى العاصمة على متن حافلة وبقي يجول بها، وبعد الإفطار توجه إلى نهج حسيبة بن بوعلي، أين اشترى سلاح الجريمة ثم توجه إلى محطة الخروبة وامتطى سيارة أجرة، وفي طريقه وجه طعنات قاتلة للضحية، موضحا بأنه بعد إزهاق روحه أحس براحة نفسية. وبتشريح جثة الضحية من قبل الطبيب الشرعي، تبين تلقي الضحية لأربع طعنات عميقة بواسطة سكين حاد، كما أفاد تقرير الخبرة العقلية للمتهم، أنه كان في حالة جنون خلال ارتكابه للجريمة وأنه سبق وعاش حالة مرضية بالثكنة العسكرية، مما استوجب منحه عطلة مرضية مدة 21 يوما وإحالته على العلاج، كما تم سحب سلاحه منه. المتهم وخلال استجوابه دخل في حالة بكاء هستيرية، وأنه وجه طعنة واحدة للضحية من أجل أن يرسله إلى السجن. دفاع المتهم قدم ملفا خبرتين عقليتين تُقر بإصابة موكله بمرض عقلي، وعليه قضت هيئة المحكمة بتحويل المتهم إلى مصحة عقلية.