قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة بإحالة دركي من ولاية باتنة إلى مستشفى الامراض العقلية فرانز فانون بالبليدة، عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، راح ضحية فيها عشية عيد الفطر 2015 سائق سيارة أجرة في عقده السادس بباب الزوار في الجزائر العاصمة، بتوجيه له أربع طعنات بواسطة سكين حاد. ولم يتوقف ”ق. سليم” المتهم في الملف عن البكاء في جلسة محاكمته، رافضا بذلك الرد على أسئلة القاضي الذي الح عليه بالإجابة، فأكد انه نسي الوقائع المتابع بها، وما يتذكره فقط هو أنه توجه إلى العاصمة بموجب أمر بمهمة لإجراء فحص بمصحة الأمراض العقلية بمستشفى فرانز فانون بالبليدة، غير أن الطبيبة رفضت رؤيته وأعطت له موعدا آخر لذلك، مشددا على أنه وجه طعنة واحدة للضحية من أجل أن يرسله الى السجن، في وقت أن المتهم بعد تسليم نفسه لمصالح الامن في اليوم الموالي لارتكابه الجريمة، صرح أثناء التحقيق معه أنه بعد رفض الطبيبة إجراء له فحص وتحديد موعد لاحق لذلك توجه إلى الجزائر العاصمة على متن حافلة وبقي يجول بها. وبعد الإفطار ذهب إلى نهج حسيبة بن بوعلي واشترى سلاح الجريمة ثم الى محطة الخروبة وركب سيارة أجرة، ووجه في الطريق لصاحبها عدة طعنات قاتلة، مشددا على أنه بعد التخلص منه أحس براحة نفسية كبيرة!. وذكر دفاع الطرف المدني في مرافعته أن ملف قضية الحال اعتمد على خبرتين، الأولى جاء فيها أن المتهم مصاب بمرض الهذيان البرانووي الفصامي، والثانية انه مصاب دهان فصامي البرانويا، وهما حالتان مختلفتان تماما، وشكك في صحتهما، مشيرا إلى ان المتهم يتذكر فقط ما يخدمه، وهو ما يجعل حالة الجنون مشكوك فيها بدليل أنه بعد مرور شهر عن حدوث الواقعة أعاد سرد تفاصيلها بدقة لقاضي التحقيق. وأوضح الشاهد حسين أنه كان مع الضحية بمحطة الخروبة وتقدم منه شخص، طالبا منه إيصاله الى باب الزوار، وأعلمه بعدها المدعو ”بلال” الذي كان معهما بالمحطة انه تم التخلص منه. وأثبت تقرير الطبيب الشرعي أن الضحية تلقى أربع طعنات عميقة بواسطة سكين حاد، كانت إحداها السبب المباشر للوفاة. وأكد تقرير الخبرة للمتهم أنه كان في حالة جنون خلال ارتكابه للجريمة، وسبق له أن عاش حالة مرضية بالثكنة العسكرية، ما استدعى سحب سلاحه منه ومنحه عطلة مرضية مدة 21 يوما وإحالته على العلاج. والتمس النائب العام إدانة ”ق. سليم” بالمؤبد بناء على وقائع صادف حدوث الجريمة فيها ليلة رؤية هلال شوال في 16 جويلية 2015، أين تلقت فصيلة المساس بالأشخاص للفرقة الجنائية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر في حدود الساعة الواحدة صباحا، بلاغا من مواطنين حول عثورهم على جثة شخص في العقد السادس من العمر ملقاة على الأرض بموقف الحافلات بالقرب من سوق الفلاح بباب الزوار تعرضت لإعتداء بواسطة سلاح ابيض. وبتنقل ذات العناصر الى عين المكان عثرت على سلاح الجريمة تحت عجلة سيارة الضحية، وهو المدعو ”ز.بلقاسم” سائق سيارة أجرة، وكان بحوزته مبلغ 10 آلاف دج ووثائقه الإدارية، وهاتفه النقال وهو ملقى بالقرب من سيارته.