أهل وأقارب الضحايا يحمّلون المسؤولية للمقاولة التي حفرت هذه البركة كان سكان منطقة زكارة البعيدة عن مدينة فرندة ومنطقة القواير بنحو 7 كلم، على موعد مع حادث أليم وصدمة كبيرة جراء غرق 3 أطفال من عائلة واحدة، ويتعلق الأمر بكل من المسمى «م.عبد القادر» 15 سنة وشقيقته «م.حنان» 12 سنة، وهي تلميذة وابن أختهم «ح.محمد» 10 سنوات كانوا رفقة ماشيتهم عند توجههم إلى موقع الحادثة الأليمة مساءً.حيث غابوا طيلة مساء يوم أمس، أين افتقدهم أفراد العائلة الذين قاموا بالبحث عنهم طيلة المساء قبل أن يكتشفوا وجود بعض الملابس لهم بالقرب من مجمع مائي يقع بالقرب من مؤسسة لحفر واستخراج أنواع الرمال، أين تم إبلاغ مصالح الحالة المدنية التي تدخلت عن طريق تخصيص فرقة للغطس التي وبعد ساعات بحث تمكنت من انتشال جثث الضحايا الثلاث في حدود العاشرة ليلا، ليتم نقلهم إلى مستشفى ابن سينا بفرندة ثم تحويلهم إلى مستشفى يوسف دمرجي في تيارت لإخضاعهم للتشريح الشرعي، في وقت لقيت هذه الحادثة استياء لدى سكان منطقة زكارة بفرندة في تيارت وأهل الضحايا في لقاء خاص وحصري بهم بعد زيارتهم وتقديم التعازي لهم، كما صرح لنا شقيق الضحايا «رمضان» أن هؤلاء الأطفال منهم شقيقيه وابن أخته خرجوا من البيت بنحو كيلومترين ونصف باتجاه المجمع المائي، وقد طال البحث عنهم إلى غاية وقت المغرب، أين تم إبلاغ مصالح الحماية المدنية، مستذكرا علاقته الوطيدة بشقيقه «عبد القادر»، حيث لاحظنا تأثره الشديد به مطالبا بتقديم المساعدة للعائلة من طرف السلطات المعنية. من جهته والد الضحايا «الشيخ محمد»، صرح أن ابنه عبد القادر كان يذهب لرعي الغنم بمفرده، وقد ذهب هذه المرة رفقة شقيقته وابن أخته، حيث كانت وجهتهم ذلك المجمع المائي، أين غرقوا جميعا في ظروف غامضة ستكشف عنها التحقيقات لاحقا، وفيما روى أحد أقاربهم، أنه تم العثور على ضحيتين عند انتشالهما وهما يحضنان بعضهما في مشهد دراماتيكي ترك الحزن في أعماق الكثيرين. من جانب آخر، التقينا بأقارب الضحايا ومن يعرفهم والذين استنكروا حَفر مثل هذه المجمعات المائية بحكم أن المجمع المائي الذي غرق به الضحايا قام بحفره أحد المقاولين الذي يزاول أشغالا بالمكان، حيث حمّله أهل الضحايا مسؤولية حفر مثل هذه البرك الكبيرة وتركها بدون حماية، في وقت حاولنا الاتصال بصاحب المقاولة لكنه تعذر علينا الأمر رغم تنقلنا إلى موقع تواجد المجمع المائي. للإشارة، فإننا علمنا أن هذا المجمع المائي تم حفره لاستغلاله من طرف الرعاة وأصحاب الماشية والمتواجد بجانب مشروع المقاولة، في وقت تبقى التحقيقات التي تقوم بها مصالح الدرك الوطني هي الكفيلة بتحديد المسؤوليات، خاصة وأن مثل هذه المجمعات المائية سواء كانت طبيعية أو اصطناعية تبقى بحاجة إلى حراسة وتأمين للحيلولة دون حدوث كوارث ومآسي يدفع ثمنها المواطن البسيط والمغلوب على أمره، كما يبقى على السلطات الاهتمام بشريحة الأطفال والشباب بتخصيص مرافق للسباحة وبأثمان تساعد «الزوالية» الذين نجد أغلب الضحايا من هذه الفئة التي لا تستطيع توفير ثمن السباحة، لتلجأ إلى مثل هذه البرك للسباحة فيكون مصير أبنائها الموت المحتم.