يقال أن السياسة هي فن ''النفاق'' .. هذا في البلدان المتحضرة والتي تؤمن بالعمل السياسي، أما عندنا في الجزائر فقد أكد سرب ''الذباب'' المقصى من الترشح للانتخابات الرئاسية أنها فن ''الكذب'' على المواطنين والاستخفاف بعقولهم، حيث كشف المجلس الدستوري كل الأكاذيب والمغالطات التي حاول هؤلاء إقناع الجزائريين بها حول جمعهم لآلاف التوقيعات للمترشحين والمنتخبين. وصدر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية كشفا تفصيليا حول عدد استمارات اكتتاب التوقيعات للترشح للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في التاسع من شهر أفريل المقبل، الخاصة بكل مترشح من بين الشخصيات الثلاثة، وال 10 الذين أودعوا ملفات ترشحهم للاستحقاق الانتخابي، وهو الكشف الذي بين كذب عددا منهم والذين حاولوا مغالطة الرأي العام، حيث صرحوا بأرقام خيالية من التوقيعات، كلها تتعدى النصاب المنصوص عليهم قانونا، لكن البيان كشف أن الملايين من التوقيعات التي تكلم عنها ''الزعماء'' لم تودع أصلا لدى المجلس الدستوري، حيث لم يصرح هؤلاء رسميا للمجلس بالعدد الحقيقي للاستمارات ويتعلق الأمر بكل من رشيد بوعزيز، بوعشة عمر، لوط بوناطيرو وضيوفي أعمر، والذين أودعوا ملفاتهم رفقة الاستمارات دون التصريح بعددها في ملف الترشح، بينما راحوا يعلنون لوسائل الإعلام أنهم يستوفون كل الشروط بل بعضهم راح يهدد باللجوء للمنظمات الدولية للتنديد، ومراسلة الأمين العام للأمم المتحدة لإيداع شكوى ضد السلطات الجزائرية، بسبب عدم سحبهم للاستمارات التي إستنزفها هؤلاء والتي كلفت الخزينة العمومية الملايين، حيث تكلف كل استمارة أكثر من 3 دنانير تنفق من الخزينة العمومية. أما ''فحلين'' من المترشحين فكانا أكثر وقاحة، حيث أودعا ملفاتهم دون الاستمارات وكذبوا على إحدى أكبر المؤسسات الدستورية وهي المخولة بحماية الدستور ومراقبة احترامه وتطبيقه، وقالا أن الاستمارات ستلتحق بالمجلس خلال دقائق لكنها لم تصل، رغم أنهما حظيا باستقبال رسمي من أعضاء المجلس الدستوري وقاما بتصريحات للصحافة الوطنية بل وقدما وعودا بتغيير الجزائر إلى الأحسن. إن وثيقة المجلس الدستوري بينت للرأي العام أن كل المترشحين المقصيين من المشاركة في الانتخابات الرئاسية قد كذبوا على المواطن وحاولوا إثارة زوبعة في فنجان، بل وبلغ بأحدهم وأن أثار ضجة بسبب وصفه من قبل صحفي بالأرنب رغم أن هذا اللقب تبجيل له، لأن الأرنب يشارك في السباق رغم أنه يشارك خوفا وقصرا من المتسابقين. ونزعت الوثيقة الرسمية للمجلس الدستوري النقاب عن هذه الكوابيس والتي هددت سمعة الجزائر بترشح بطال وآخر بائع فوضوي لقيادة شعب انتصر أسلافه على أقوى قوة عسكرية في القرن الماضي.