أسرت مصادر قضائية، بأن ملف عصابة متكونة من ثلاثة متهمين تورطوا في المتاجرة في الحبوب المهلوسة عن طريق سرقة بطاقات الشفاء من دور المسنين من أجل استعمالها.وقد تم استأنف فيه المتهمون قرار إدانتهم بالحبس أمام الغرفة الجزائية بمجلس قضاء الجزائر، ومن المنتظر إعادة الفصل فيه قريبا، وينسب لهؤلاء تهما ثقيلة تتعلق بتكوين جماعة أشرار والحصول على مؤثرات عقلية عن طريق وصفات طبية والنصب والاحتيال، والثابت من ملف قضية الحال التي سبق وأن استعرضتها محكمة الجنح بحسين داي، أن المتهمين قصدوا مراكز العجزة والمسنين بصفتهم من ذوي البر والإحسان عن طريق تقديم لهم هدايا، فيما تكفل أحدهم بسرقة بطاقات الشفاء من أجل سحب أدوية من نوع «أربيكا» التي تصنف ضمن الحبوب المهلوسة.اكتشفت خيوط وملابسات القضية الحالية بعد حادث مادي أجراه المتهم «أ.صالح»، هذا الأخير الذي كان على متن سيارة قام باستئجارها من وكالة كراء السيارات بالقبة، وبعد خلاف مع الضحية، قام الطرفان بإجراء معاينة، أين قدم الضحية نسخة من بطاقة تعريفه، بعدها بشهرين توصلت التحريات المنجزة من طرف ضباط الشرطة القضائية، بأن السيارة تم العثور فيها على وصفات طبية وبطاقات شفاء لمسنين بدور العجزة، قام الجناة باستعمالها من أجل سحب أدوية مصنفة ضمن الحبوب المهلوسة من أجل ترويجها، وتبين من خلال التحقيق القضائي، أن المتهم الأول كان رفقة المتهم الثاني المدعو «د.محمد أنيس»، الذي أدلى بتصريحات مدوية أثناء التحقيق معه، حيث كشف عن ضلوع المدعو «ب.محمد لمين» الذي سبق له وأن استأجر السيارة قبلهم وأنه كان يستعملها من أجل تنفيذ مخطط ترويج الحبوب المهلوسة رفقة شريكه ابن الصيدلي، كما أن بطاقات الشفاء المحجوزة تحصلوا عليها بعد سرقتها من دور العجزة عن طريق تحججهم بزيارة المسنين وتقديم لهم هدايا، وبمواجهة المتهم المدعو «ب.م»، أفاد بأنه يشتغل كتاجر وأن مصالح الأمن قامت بتفتيش السيارة ولم يعثروا على أي شيء، وأنكر وبشدة واقعة المتاجرة في الحبوب المهلوسة، بعدها واجهت القاضي المتهم «د.أ» بتصريحاته أمام الشرطة، أين أكد أن سعر الحبة الواحدة من « أريكا» يصل إلى 500 دج، فأجابها بأنه بحكم عمله كحلاق بمنطقة القبة، كان يقصده المتهمون ويعرفهم على أساس أنهم «يتاجرون في الأقراص»، وقد استمعت المحكمة إلى صاحبة صيدلية كشاهدة أكدت أن أحد المتهمين قصد المحل وقدم بطاقة شفاء باسم مسنة تجاوزت سن 75 سنة، وأنه تم منحها الأدوية والمتمثلة في مهدئ «أريكا»، بحكم أنها مصابة بداء السكري وسنها يسمح لها بتناول هذه المهدئات، غير أن الإفراط في تناول هذا الدواء يجعل من المريض غارقا في النوم. الدفاع طالبوا بإعادة تكييف الوقائع، وأن التهم المتابعين بها خطيرة في ظل غياب الدليل المادي، محمّلين المسؤولية إلى الأطباء الذين وصفوا مثل هذه الوصفات.