حذر الدكتور، جون فيليب نو، خلال المؤتمر الدولي التاسع لعلم الأعصاب بالشرق في قسنطينة، من تقزيم عدد من الأعراض المرضية التي قد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض العصبية النادرة والقاتلة، حيث تحصي فرنسا 500 حالة سنويا وغياب إحصائيات محددة بالجزائر، وأكد ذات البروفيسور من مصلحة الأعصاب بمستشفى جون برنار، أن أعراضا تافهة أوصلت التشخيص المكثف إلى إصابة أصحابها بأمراض عصبية قاتلة، وهو الأمر الذي لازال يودي بحياة الكثير من المرضى الجزائريين سنويا، حسب ما أشار إليه طبيب الأعصاب، عبد الحق دايخ، من باتنة، لعدم توفر الإمكانيات المادية والبشرية متمثلة في أجهزة التشخيص العميق لالتهابات الجهاز العصبي.أما عن تجربة الأطباء الجزائريين وتحديدا على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي بقسنطينة، فقد أكدت الدكتورة، العايب ابتسام، إجراء تجارب على 15 مريضا خلال العشر سنوات الأخيرة على مستوى الشرق، وتبين أن أغلب حالات الإصابة بأمراض التهابية على مستوى الجهاز العصبي تمس النساء بنسبة تفوق 90 من المائة، وهي ذات الإحصائيات تقريبا المقدمة من طرف الدكتور «نو» بفرنسا، وأكدت الدراسات التي أجريت، مؤخرا، بعديد الجامعات المتخصصة في أوروبا، خاصة بريطانياوفرنسا، أن أمراض الالتهابات العصبية وراثية، حسب ما بينته دراسة لخمس عائلات فرنسية انتهت باكتشاف وجود 19 حالة بهذه العائلات فقط لوحدها، كما أن الأعراض التي عانى منها المصابون كانت تافهة كاحمرار نصفي للوجه أو حكة وحتى شعور بالأرق أو أوجاع على مستوى العظام، مما يستدعي التدخل الجراحي ومراقبة طبية دقيقة بحضور متخصصين في القلب، وفي الجزائر، تمثل نسبة هذا المرض 5 بالمائة من مجموع الأمراض المنتشرة بالبلاد، مما يعني بوضوح عدم وجود الإمكانيات اللازمة ماديا وبشريا لاكتشاف هذا المرض النادر والقاتل، خاصة أنه يعتمد على دقة التشخيص ويعتبر من الاستعجالات، وبدا واضحا جدا خلال المؤتمر التاسع لجمعية جراحي الأعصاب الأحرار للشرق الجزائري، نهاية الأسبوع المنصرم، بفندق الخيام، أن هناك إجماعا على نقص امتلاك الجزائر لأجهزة الكشف لهذا المرض القاتل وكذا المتخصصين، مما استدعى تنظيم مثل هذه الملتقيات للاحتكاك بالخبرة الأوروبية. للإشارة، فقد عرف المؤتمر حضور أطباء ومتخصصين من كل الولايات تقريبا وكذا من الخارج وتحديدا فرنسا والأردن.