زواج الأقارب و تغير نمط المعيشة يرفعان نسب الإصابة بالأمراض العصبية كشف دكاترة و مختصون خلال المؤتمر الدولي التاسع لجميعة أطباء الأعصاب الأحرار لناحية الشرق الجزائري، الذي اختتمت فعالياته أمس بقسنطينة، بأن زواج الأقارب و تغير نمط معيشة الجزائريين رفع نسب الإصابة بالأمراض العصبية النادرة و بالأخص مرض التصلب اللويحي، الذي يعد الأول على قائمة الأمراض الناجمة عن الالتهابات العصبية، و تحصي الجزائر ما يزيد عن 15 ألف مصاب به. وبالرغم من أن المسببات الحقيقة للمرض لا تزال محط دراسة، إلا أن العامل الجيني و الوراثي يعد المحفز الرئيسي للمشكل، كما أكدته الدكتورة مونية كوحيل من المستشفى باتنة الجامعي ، مشيرة إلى أن المحيط العام و تغير النمط المعيشي بما في ذلك نوعية الغذاء، التوتر اليومي و ضغوطات الحياة بالإضافة إلى التعرض المستمر للإشعاعات الناجمة عن الأجهزة الالكترونية و الكهرومنزلية، من شأنها أن تكون عوامل محفزة للالتهابات العصبية الداخلية و الخارجية المسببة للمرض، بالإضافة إلى أمراض عصبية أخرى نادرة ناتجة عن خلل في جهاز المناعة، قد تكون بدايتها أمراضا داخلية تنجم عنها مضاعفات عصبية، علما أن هذه الالتهابات العصبية التي تبرز على شكل أمراض أهمها التصلب اللويحي تمس كل 20 شخص من أصل 100الف شخص سنويا في الجزائر كما أضافت المختصة. بدوره أوضح البروفيسور عبد الرحيم مزاحم مختص في طب الأعصاب بمستشفى قسنطينة الجامعي، بأن ما يزيد عن 15 ألف شخص في الجزائر يعانون من مرض التصلب اللويحي ، بمعدل إصابة سنوية يتراوح بين 12 إلى 20حالة، مشيرا إلى أن هذا الداء يعد من أبرز الالتهابات التي تمس الجهاز العصبي المركزي و الفرعي، وحتى الشرايين أحيانا، وهو مرض أسبابه غير معروفة إلى حد الآن لكن الأبحاث الأولية تشير لوجود صلة مباشرة بين المحيط العام أي نمط الحياة و المرض كما يشكل العامل الجيني سببا مباشرا للإصابة.وقال المختص بأنه ورغم تطور التشخيص و سهولة الكشف عن المرض من خلال التصوير الطبقي المحوري، إلا أن المواطن مطالب بالوعي أكثر بضرورة التقرب من الطبيب و إجراء الفحص اللازم في حال لاحظ أية أعراض تتعلق بالحركة أو العين، أو حالات صرع لأن أية أعراض من هذا النوع قد تكون بداية الإصابة التصلب اللويحي، الذي يعد علاجه جد مكلفا إذ يصل سعر علبة الدواء الرئيسي إلى 10ملايين سنتيم، وهو ما يكلف الدولة أرقاما هامة سنويا كونها مسؤولة عن تغطية نفقات العلاج. الدكتور أحمد عليوش، رئيس جمعية أطباء الأعصاب الأحرار للشرق الجزائري، أوضح بأن المؤتمر التاسع للجمعية اختار أمراض الالتهابات العصبية كموضوع له نظرا لارتفاع حالات الإصابة بها و بالأخص التصلب اللوحي، الذي أصبح يصيب الأطفال أقل من 18 سنة، بالرغم من أنه مرض شائع أكثر في أوساط الشباب بين 20 و 40 سنة، و قال المختص بأن المؤتمر الذي عرف مشاركة مختصين من الجزائر و الأردن و فرنسا، جاء بالأساس لتكوين الأطباء في مجال العلاج و الجراحة و تبادل الخبرات حول طبيعة المرض و تطوراته، مشيرا بدوره إلى أن زواج الأقارب يعتبر من المسببات الرئيسية للإصابة به، هو ما يضع الوسط الطبي أمام تحد حقيقي لمجابهة احتمالات ارتفاع نسب الإصابة، خصوصا وأن العلاج جد مكلف.وكانت الدكتورة سامية بن حمادة من مستشفى قسنطينة الجامعي قد قدمت نموذجا عن تجربة المستشفى في علاج الحالات المصابة بالتصلب اللويحي، أشارت خلالها إلى إحصاء أكثر من 500 حالة بقسنطينة خلال الفترة الممتدة بين جانفي 2006 و جانفي 2015، قالت بأنها عرفت تسجيل 35 إصابة تخص الأطفال، و هو أمر يستدعي تعميق البحث في الأسباب الحقيقة للمرض، خصوصا وأن بعض الحالات بين الأطفال مست شريحة أقل من 16 سنة ما يعد استثناء. و حسب الدكتورة فإن الأرقام الحقيقة المتعلقة بواقع الإصابة بالمرض في الجزائر غير متوفرة إذ يجري حاليا كما قالت، مسعى لضبط سجل وطني لمرضى التصلب اللويحي، مع ذلك تشير المعطيات المتوفرة إلى أن أقل من 10 في المائة من الأطفال هم عرضة للإصابة به، تبقى الأسباب كما أضافت غير معروفة بشكل واضح لكن يرجح وجود علاقة وطيدة بين الإصابة بالمرض و النمط المعيشي و الغذائي خصوصا نسبة الملح في الغذاء، فضلا عن العامل الجيني الوراثي بالدرجة الأولى. نور الهدى طابي