بلغ عدد المصابين في الجزائر بمرض "سكليروزونبلاك" أو ما يعرف بتيبس الفقرات العظمية 10الاف مصاب حسب الإحصائيات التي قدمها البروفيسور محمد أرزقي رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض الأعصاب، ليبقى خطر الإصابة بالداء وارد في ظل غياب الأسباب الرئيسية المؤدية له لا سيما و أن اكتشاف المرض يكون بعيد المدى قد يطول الى 20 سنة، وقد يؤدي مع مرور الوقت إلى الإعاقة و الشلل التام في جسم الإنسان حسب ما أكده أخصائيون "للشروق اليومي". يعتبر من الأمراض النادرة التي تصيب جسم الإنسان في المرحلة العمرية بين 20و30 سنة وتصيب فئة الإناث أكثر من الذكور، بمعدل شخص في كل 1000شخص، ولم يتوصل العلم لحد الآن إلى تحديد الأسباب الواضحة له رغم أن وجوده يعود 1868 حيث ما تزال البحوث متواصلة لإكتشاف أسبابه . تبدأ أعراضه بصورة بطيئة على هيئة ألم في المفصل الحرقفي العجزي في ناحية واحدة للعمود الفقري أو في الناحيتين معا ، وكذلك في المنطقة أسفل الظهر ، وكون الألم على أشده في الصباح ثم يقل بعد ذلك مع الحركة ، إلا انه لا يلبث أن يزداد مرة أخرى عند الجلوس في وضع واحد لمدة طويلة ، وقد يمتد إلى خلف الفخذ و الساق في ناحية واحدة من الجسم أو في الناحيتين معا حسب ما أوضحه الدكتور حميدي مستشار الشروق اليومي. ويصيب المرض العمود الفقري و المفاصل الكبيرة مثل مفاصل الحوض و الركبة و الكتف و المفصل الحرقفي العجزي ، وتتحول أنسجة وأربطة المفصل المصاب إلى عظام ، لينتهي الأمر بحالة تيبس عظمي كامل كما يحدث في مفاصل الحوض و العمود الفقري ، ولو أن التيبس الكامل نادر ما يصيب مفصلي الركبة و الكتف ، وفيما يتعلق بالعمود الفقري ، فإن إحساس المريض بالألم يزداد بمرور الوقت ، وفي غضون ستة أشهر ينتشر التيبس العظمي ليصيب باقي العمود الفقري حتى يصل إلى الفقرات العنقية ، مع تقوس الظهر تدريجيا إلى الإمام حتى يصبح العمود الفقري عمود عظمي غير قابل للحركة أو الانثناء . وعند وصول التيبس إلى مفاصل الضلوع التي تربطها بالعمود الفقري يتوقف القفص الصدري عن أداء دوره في عملية التنفس التي تعتمد في هذه الحالة على حركة الحجاب الحاجز وحدها . ويتضمن علاج التيبس العظمي في مراحله الأولى إعطاء عقاقير الكورتيزون أحيانا لتخفيف الالتهاب وتسكين الألم ، كما يوصى بالنوم على الظهر ، وأداء التمرينات الرياضية الخاصة بتقوية عضلات الظهر وتحريك المفاصل المصابة ، أما تقوص الظهر ، فهناك طرق كثيرة للحد منه بما فيها التدخل الجراحي ، وهناك من الأطباء من يوصي بأخذ دواء "أنتارسيرو" الذي أعطى نتائج إيجابية، حيث يؤخر المرض على المدى البعيد قد يطول إلى ال20 سنة ، وقد حضي هذا المرض النادر اهتمام خاص من قبل الأطباء والأخصائيون المشاركون في المؤتمر العربي بحمامات تونس المنعقد بتاريخ 25 و27 من أكتوبر المنصرم، حيث قدم أطباء إيطاليون معلومات كافية عن هذا المرض ، وقالوا أنه بقدر ما يتم تشخيصه بقدر ما يكون العلاج مضمونا. وفي هذا السياق تم تكوين لجنة مغاربية تضم خبراء من كل من تونسالجزائر و المغرب يمثلها عن الجزائر البروفيسور محمد أرزقي رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض الأعصاب، و الذي تم انتخابه خلال مؤتمر الحمامات رئيسا للإتحاد العربي لأمراض الأعصاب. مهمة اللجنة البحث عن علاج للداء على مستوى دول المغرب العربي لأن هذه الدول ما زالت تستورده من المخبر الأمريكي "ناركسيرولو"، في الجزائر مثلا خصصت وزارة الصحة مبلغ 2مليار دج لإستيراد الأدوية الخاصة بالأمراض النادرة من ذلك وباء"سكليروزنبلاك" من جهته أوضح البروفيسور محمد أرزقي أن هذا النوع من المرض يمس بالدرجة الأولى المخ و البصلة السيسائية ينتشر بكثرة في الدول الباردة . ونصح المتحدث المصابين بهذا المرض القيام بتحاليل على مستوى طبيب الأعصاب و القيام بفحوصات إشعاعية من نوع"إييارام" ثم يشخص له الطبيب المختص العلاج الملائم الذي يعطل المرض لأن الأدوية مختلفة بحسبه كل حالة بحالة ، ونصح أيضا باللجوء لطبيب ألأعصاب بمجرد ظهور بعض الأعراض كنقص في حاستي النظر و السمع ، أو حالة من الإرتعاش أو الألم على مستوى الظهر ، لأنه بقدر ما يكون التشخيص مبكرا يكون العلاج أحسن. سليمة حمادي