سعداني استفتى المركزيين حول بقائه.. ثم أعلن استقالته ورفض «التخلاط» سوسبانس» ووجوه مصفرة قبل إعلان الاستقالة أعلن الأمين العام للأفلان، عمّار سعداني، استقالته من الحزب العتيد لدواع صحية، معيّنا الوزيرالأسبق للصحة جمال ولد عباس خلفا له.في خرجة غير متوقعة من الرجل الأكثر إثارة للجدل في الساحة السياسية، قرّر عمّار سعداني أمس التنحي من على رأس الحزب، مبرّرا قراره بحالته الصحية التي تتطلب التفرغ لها.وبالعودة إلى كرونولوجيا هذا القرار المفاجأ، شاعت ليلة اجتماع اللجنة أخبار شبه مؤكدة عن نية سعداني الاستقالة، ممّا جعل المكتب السياسي بقيادة بومهدي ومجموعة من إطارات الحزب يلجأون إلى زيارته ببيته لإقناعه بالعدول عن قراره وهو ما لم يتم إلى غاية ساعة متأخرة من ليلة أمس. وكان هذا الخبر قد انتشر وتم تداوله بين الحضور صباحا بفندق الأوراسي، ما جعل أشغال الدورة تتأخر بساعة ونصف، لم يستطع فيها أعضاء اللجنة المركزية الوصول إلى المعلومة الصحيحة حتى بعد وصول الوزراء الذين أعلنوا للصحافة عدم علمهم بهذه المعلومة المتداولة، مما جعلهم يعيشون «سوسبانس» حقيقي بدا على وجوههم، وأيدهم في هذا الرجل الذي شاع اسمه طيلة 17 ساعة وهو الوزير الأسبق للصحة جمال ولد عباس، الذي أكد، خلال الصبيحة، أنه غير معني بأي تعيين ولا يعلم بخلافته لسعداني.وفي حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا، وصل سعداني إلى فندق الأوراسي، أين قال في تصريح ل«النهار» حول هذه الأخبار: «انتظروا قليلا ستسمعوا كل شيء خلال اجتماع الدورة»، وهو ما أعطى إيحاء بوجود شيء ما يطبخ داخل فندق الأوراسي.الغرفة 170 بالطابق رقم 1 بفندق الأوراسي، والتي كان يستقبل فيها عمار سعداني ووزراء الحزب وبعض أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية الذين حاولوا إقناعه بالعدول عن قراره، وهو ما رفضه سعداني، متحججا بتدهور صحته التي تتطلب الابتعاد عن الإرهاق والتفرغ لمتابعتها.بوادر استقالة عمّار سعداني بدأت تظهر في الصبيحة باختيار الآية الكريمة للافتتاح «واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا..»، ففهم الجميع أنها إشارة من الأمين العام بضرورة عدم «التخلاط» بعد رحيله، وهو ما زاد من يقين الحاضرين بأن الإشاعة المتداولة حقيقية وليست مجرد ترويج. هذه الإشارات وغيرها لم تؤكد خبر الاستقالة، إلى غاية تسريب بعض المقربين من سعداني، أن الأخير قرر رسميا التنحي رافضا العدول عن قراره، نافين أن تكون تصريحاته الأخيرة سببت له ضغطا من صنّاع القرار، متحججين بمحاولة جهات عليا إقناعه بعدم الاستقالة.الفترة المسائية كانت الحاسمة، حيث دخل عمّار سعداني إلى القاعة، طالبا من اللجنة السياسية قراءة التقرير وعرضه للتصويت، ليتناول بعدها الكلمة قائلا: «أولا أريد أن أصارحكم.. وقبل هذا أسألكم هل سحبتم الثقة من الأمين العام»، لتنفجر القاعة بلا وعمار سعداني أمين عام، بعدها أعلن سعداني نهاية عهدته واستقالته من الأفلان لأسباب صحية، طالبا من الحاضرين عدم خلق البلبلة و«التخلاط» حفاظا على استقرار الحزب والجزائر، وأوصاهم بضرورة الالتفاف وراء الرئيس بوتفليقة. الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس: استقالة سعداني سببها ظروف صحية وليست ضغوطات أكد الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، أن استقالة عمار سعداني من منصبه كان سببها «ظروف صحية وليس ضغوطات». وصرح ولد عباس للصحافة عقب تزكيته في اجتماع الدورة الثالثة العادية للجنة المركزية للحزب: «سعداني استقال من منصبه بسبب الظروف الصحية التي يعيشها وهو بمثابة سر يكشفه لأول مرة»، مضيفا «أن سعداني الذي سيبقى عضوا في اللجنة المركزية لم يتخل عن منصبه بسبب أي ضغوطات». وأوضح ولد عباس أن توحيد صفوف الحزب تعتبر من أولوياته، موجها نداء بالمناسبة لكل المناضلين والإطارات خاصة القدامى منهم قائلا إن أبواب الحزب مفتوحة وهو على استعداد لاستماع كل الأطراف والمناضلين، شرط الالتزام ببرنامج الحزب القاضي بدعم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وبرنامجه.