أكدت السيدة "سعيدة" أم للسبعة أطفال أنها إن لم تجد يد العون تساعدها على تربية أبنائها سترحل مجددا تاركة وراءها أبناءها معربة عن تحسرها لإهمال السلطات المعنية مسؤوليتهم تجاه أطفال لا يتجاوز أكبرهم الثالثة عشرة سنة أثناء فترة غيابها. رغم إطلاق سراح الأم أول أمس من السجن لا زالت حياة البؤس والحرمان و الخوف من رحيل الأم مجددا تطال الأطفال السبعة الذين بقوا لمفردهم دون معيل لأكثر من عشرين يوما حتى الوعد الذي قدمته الأمينة العامة لبلدية بولوغين إلى العائلة بمد يد العون لهم وتنظيف المنزل لم يطبق على ارض الواقع. عادت "النهار" ثانية صبيحة أمس لزيارة الأطفال حينها لم نجد الأم و قيل لنا أنها خرجت منذ الصباح الباكر أما الأطفال وجدناهم على نفس الحالة التي تركناهم عليها أول أمس أوساخ متراكمة هنا و هناك و وجوه لأطفال سرقت منهم البراءة يبحثون عن صدر حنون يجمعهم ويطرد شبح الإهمال و التشرد عنهم ، و ما صدمنا له هو الخبر الذي أطلعنا عليه الأطفال وهو تخلى الأم عنهم و رحيلها بعيدا و تركهم لمصير مجهول. لنعود في المساء لمقابلة "سعيدة" التي استقبلتنا و بدأت بتبرير دخولها السجن و نفت أنها مارست الدعارة بل القضية ملفقة لها أما عن خبر تخليها عن الأولاد في البداية كانت مترددة ثم قالت "إن لم أجد يد العون التي تساعدني على تربية سبعة أطفال تتراوح أعمارهم بين الأربعة سنوات و الثالثة عشرة سنة لا يوجد أمامي إلا ذلك القرار " وسكتت قليلا لتتابع حديثها "قبل دخولي السجن كنت اشتغل منظفة و راتبي لا يتجاوز 3000دج هذا من جانب و من جانب أخر فنحن لا نملك ابسط أمور الحياة مثل الكهرباء و الماء وبيت لائق للعيش تملؤه المياه أثناء تساقط الأمطار" أخر حديث لنا كان مع اصغر الأطفال ماسي و خيرة و سألناهما إن كانا يقبلان برحيل أمهم ثانية فجوابهم جاء في نفس الوقت "لا نريدها بل نريد ان تبقى معنا" و ارتميا كلاهما في حضنها. غادرنا المنزل تاركين نظرات الخوف بادية على وجه الأطفال ترجمها لنا سيد حمد بعبارة "نحن خائفون من رحيل أمنا ثانية و خروج أبي من السجن لينتقم منا" فسبب الانتقام هذا ما لم نجد جوابا عنه لدى الجميع.