في ظل هروب الأب من تحمل مسؤولية أبنائه وتكاليف شهر رمضان لا تزال عائلة "لونيس" المتكونة من 8 أفراد تعاني حياة البؤس والحرمان بعد مرور أكثر من 6 أشهر من خروج والد الأطفال السبعة من السجن، وتنصله من مسؤوليته بهجره للمنزل وجعل فلذات كبده في أمس الحاجة ليس فقط لحنان الأبوة وإنما لقطعة رغيف يسدون بها رمقهم، لتبقى الأم "سعيدة" تصارع ظروف الحياة المريرة رفقة أولادها بمنزل لا يوجد به أبسط معايير العيش الكريم، الواقع بشارع محمد شرقي بالسيدة الإفريقية، حيث اكتفت بلدية بولوغين في وقت سابق بتنظيف المنزل الذي كان شبيها بمفرغة عمومية وإقامة باب حديدي له، حسب ما حدثتنا عنه "سعيدة" والدة الأطفال التي رفضت أن تترك فلذات كبدها يعانون، خاصة مع حلول شهر رمضان الذي تزامن والدخول المدرسي، فالفترة التي ابتعدت عنهم كانت كافية لتشرد أبنائها ولو لفترة قصيرة. وأكدت سعيدة أن كل أفراد أسرتها متمدرسون وأصغرهم يستعد للالتحاق بمقاعد الدراسة هذه السنة، حيث أن أكبر أولادها يبلغ من العمر 14 سنة ويعاني من إعاقة ذهنية، وهو بحاجة إلى مساعدة من أجل الدخول إلى مركز بن عكنون. وأمام حسرة الأم وعجزها عن توفير مستلزمات العيش لأولادها السبعة، بكت بحرقة على حالتهم الاجتماعية والصحية السيئة التي يعيشونها، لذلك قصدت "النهار" وكلها أمل في إيجاد آذان صاغية وقلوب رحيمة لمساعدتها خلال شهر رمضان الكريم، خاصة وأن المواطن الجزائري معروف بكرمه، وما زاد أزمتها قساوة هو تزامن الدخول المدرسي وشهر رمضان، وفي هذه الحالة أصبح تفكير الأم مشتتا بين شهر الصيام ومتطلباته الغذائية والدخول المدرسي ومصاريفه لسبعة أبناء.